طيلة الأشهر القليلة الماضية، والقيادات الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال تحاول السيطرة على العمليات الفدائية المنفردة التي ينفذها شبان فلسطينيون. إلا ان عملية اليوم، أعادت بالجهود المبذولة إلى نقطة الصفر، مع كثرة الدلالات التي تشير إلى ان الحدث لم يكن يتيماً، بل "ما حصل شبيه لما رأيناه قبل 20 عاماً في الانتفاضة الثانية وحصوله الآن من خلية منظمة يشير إلى معادلة جديدة"، على حد تعبير القناة 13 العبرية.
في تمام الساعة 07:20 صباح اليوم الأربعاء، انفجرت عبوتان ناسفتان داخل محطتين متقاربتين للحافلات في القدس الغربية المحتلة، أسفرت عن مقتل مستوطنين وجرح 18 آخرين بينهم 4 في حال حرجة. وتقول الصحافة العبرية عن التفاصيل، ان "العبوتان كانتا من النوع متوسط الحجم اشتملتا على شظايا من المسامير والكرات الحديدية وتم تفعيلهما عن بعد باستخدام هواتف نقالة". وتزعم الشرطة الإسرائيلية ان "نفس المجموعة نفذت التفجيرين".
ردود أفعال
وتزامناً مع التخبط الذي أصاب المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، بما يتعلق بمعرفة الجهة التي نفذت واذا ما كان هناك عبوات أخرى قد زرعت في المكان عينه، حسب ما أفادت صحيفة هآرتس العبرية، تخيم أجواء من الصدمة، على الكيان بعدما انتقلت المواجهة مع الفلسطينيين في الداخل المحتل إلى هذا المستوى مرة جديدة.
زعيم حزب الصهيونية الدينية، بيتسلئيل سموتريتش، قال: "إننا أمام صباح صعب في القدس، يعيدنا إلى المشاهد التي نتذكرها في الرأس، لكن القلب يريد أن ينساها، في هذا الوقت أطالب بتعزيزات كبيرة لقوات الأمن".
من جهته رأى زعيم حزب العصبة اليهودية، المرشح لوزارة الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، أن "إسرائيل استيقظت على صباح عصيب ومؤلم، ما يعيدنا إلى فترة الانتفاضة الصعبة، وقد حان الوقت لاتخاذ يد قوية ضد المسلحين، وحان الوقت لإقرار النظام في هذا الوقت العصيب".
من جهته شن الجنرال أمير أفيفي رئيس حركة "الأمنيين"، هجوماً على الأحزاب في الحكومة، فقال إنه "من العار في الوقت الذي تقع فيه هجمات مسلحة ويقتل إسرائيليون، أن ينشغل السياسيون بالقتال من أجل العروش، يجب تشكيل حكومة بالفعل، والذهاب للعمل، هناك دولة يجب إدارتها، وحرب ضد العنف المتفشي".
وزعم الجنرال يوآف غالانت قائد المنطقة الجنوبية الأسبق، والمرشح الأكبر لدى بنيامين نتنياهو لشغل وزارة الحرب: "إننا في هذا الصباح الصعب نتلقى تذكيرًا مؤلمًا بقسوة العناصر المسلحة، وهذا لا يمكن أن يستمر، من الضروري إعادة الردع، وفورا، سنلاحق أعداءنا".
وجاء ياريف أوفنهايمر الرئيس السابق لحركة "السلام الآن" الإسرائيلية، بموقف مغاير، قائلا: "إننا إن أردنا أن نفهم سبب الدوافع لتحقيق رقم قياسي في العمليات الفلسطينية منذ عشرين عاما، فلنقرأ ما فعلناه الليلة الماضية في المناطق الفلسطينية، حيث قُتل صبي يبلغ من العمر 16 عامًا بنيران الجيش الإسرائيلي في نابلس، وتم اعتقال أطفال، وسجل عام قياسي في عنف المستوطنين، وقتل الفلسطينيين، ويقوم الجيش بانتظام باختطاف الجثامين الفلسطينية، هل نعتقد بعد ذلك أن هذا سيجعل الطرف الآخر يعيش بسلام وهدوء؟".
وأشار المراسل العسكري لموقع واللا أمير بوخبوط، إلى أن "قوات الأمن مطلوب منها على الفور القيام بجهود رئيسية أهمها كشف البنية التحتية المسلحة التي انزلقت تحت أنوفنا، ونفذت عمليتين في القدس، ودون استبعاد احتمال وقوع مزيد من الهجمات، بما في ذلك وجود مسلحين فرديين، مع العلم أن حماس لها مصلحة أساسية في شن هجمات مسلحة ضد إسرائيل، وهذا النوع من العمليات لن يزول في أي وقت قريب، ربما ستتغير الأسماء فقط".
وأوضحت صحيفة "معاريف"، أن مفوض الشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، وصل مكان الانفجار، وقرر "مواصلة النشاط التشغيلي والاستعدادات الميدانية". وقال شبتاي: "صباحا ليس سهلا؛ هناك مخطط يجري هنا لم نشهده منذ سنوات عديدة، هو لم يتضح بعد ما إذا كان هذا تهديدا واحدا أم فرقة"، موضحا أن "العمل الرئيسي لقوات الشرطة، هو مسح محطات الحافلات والأماكن ذات الحشود الكبيرة، بالتزامن مع محاولة ملاحقة منفذ الهجوم".
من جانبه، علق رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن رام بن باراك (من حزب "يش عتيد") على الهجوم وقال: "حتى الآن لا نعرف بالضبط من وراء هذا، ومن السابق لأوانه تحديد قصة التعامل مع العمليات في الأراضي الفلسطينية عندما يكون هناك أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني".
الكاتب: غرفة التحرير