لربما، كان آخر ما يمكن للسعودية ان تتوقعه عشية شنها للحرب على اليمن عام 2015، ان ترى عرضاً عسكرياً بـ25 ألف مقاتل بحوزتهم مختلف الأسلحة البرية والجوية والبحرية التي قلبت الموازين في المنطقة، ليس فقط ضمن حدود العاصمة صنعاء، بل على ساحل البحر الأحمر، أكثر المناطق استراتيجية بما يتعلق بحركة الملاحة الاقتصادية الدولية. حيث أكد رئيس المجلس السياسي، مهدي المشاط، أنه قد أصبح باستطاعتهم "الآن ضرب أي نقطة في البحر من أي مكان في اليمن، وليس من السواحل فقط".
أسلحة تكشف للمرة الأولى
وكشفت القوات المسلحة اليمنية عن صواريخ وأسلحة بحرية جديدة أدخلت إلى الخدمة لأول مرة. وكان اللافت أنها صناعة محلية يمنية. وعرضت القوات المسلحة صواريخ مندب2 بعيد المدى، وفالق1 متوسط المدى، إضافة لصاروخ وروبيج بعيد المدى وهو صاروخ روسي الصنع يستخدم لضرب السفن والغواصات في البحر.
وبحسب المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، فإن صاروخ فالق1، كان قد كشف عنه السيد الحوثي قبل عام، وهو قادر على ضرب أي مكان في البحر الأحمر أو الخليج او بحر العرب. مشيراً إلى انه قادر على إصابة الهدف فيما لو ضرب من أي نقطة في اليمن وليس من الحديدة فقط.
وبدأ العرض العسكري "وعد الآخرة" باستعراض سرايا القوات، ومن ثم استعراض قوة كبيرة من المدرعات والدبابات والألغام البرية والبحرية بأنواعها واستعراض الدفاعات الجوية، كما تم عرض قوة من الطيران المسير.
كما استعرض الجيش اليمني ألغاماً بحرية، منها كرار وعاصف4 البحرية، وعرض أسلحة دفاع جوي ومعدات عسكرية ضخمة.
تحويل التهديد إلى فرصة
في 19 نيسان/ ابريل عام 2018، وقبل ساعات على اغتياله في الحديدة، توجه رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، إلى السفير الأميركي، بالقول "سنستقبلك على خناجر بنادقنا". ومن الحديدة نفسها، انطلق العرض العسكري الأضخم الذي ضم منتسبي المنطقة العسكرية الخامسة، والقوات البحرية، وألوية النصر، والقوات الجوية، والدفاع الجوي. برسالة حدد أبعادها قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي بأن:
-كل مساعي الأعداء في تدمير قدرات الجيش، وسعيهم إلى تجريد اليمن من كل قوةٍ تتصدى لعدوانهم واحتلالهم، قد باءت بالفشل، بل وأسهموا في تحفيز الشعب اليمني لتحويل التحديات إلى فرص، وبناء القدرات العسكرية، والمهارات القتالية، بناءً صُلباً وفولاذياً وقوياً، وها هو اليوم أقوى من أي وقتٍ مضى، وهم يعرفون الفارق الكبير، ما كان عليه واقع هذا البلد في قدراته العسكرية في اليوم الأول من عدوانهم، واليوم ونحن في العام الثامن من عدوانهم.
-انَّ أطماع الأعداء في احتلال بلدنا، والسيطرة على شعبنا، تتحول بفعل الوقائع والحقائق الصادمة للأعداء، إلى أوهامٍ سرابية، وخيبة أملٍ حقيقية، وأصبح العدو بسببها في مأزقٍ حقيقي.
-إنَّ سعي الأعداء للنأي ببلدنا عن انتمائه الإيماني، ومواقفه المبدئية تجاه قضايا أمته الكبرى، وفي مقدِّمتها: القضية الفلسطينية، وسعيهم لاحتوائه ضمن توجهاتهم المنحرفة والخائنة، تحت عنوان التطبيع مع العدو الإسرائيلي، قد فشلت، فبلدنا اليوم رسمياً وشعبياً هو أكثر حضوراً، وجداً، وتفاعلاً، واستعداداً، وتمسكاً بموقفه المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني، والإخوة الإسلامية، والدعوة للوحدة بين المسلمين.
في حين توجه الرئيس المشاط، إلى "الغزاة" بالقول "أعدتم محافظة الحديدة من عروسة البحر إلى حارس البحر الأحمر... الذي يشكّل خطراً على الملاحة الدولية هو إجراءاتكم الوحشية والتلذذ بمعاناة شعبنا. والأساطيل، التي حشدتموها وتحشدونها قرب سواحل بلدنا من أجل حصاره وتدميره، لا تُرعب أصغر طفل".
الكاتب: مريم السبلاني