ازدادت العلاقات الإيرانية الصينية تقارباً في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الاتفاقيات الاقتصادية التي تمتد إلى 25 عاماً. في حين أكد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ونظيره الصيني خلال الاتصال الأخير الذي جرى بينهما، على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، في خطوة تزيد القلق الأميركي- الغربي- الإسرائيلي في آن معاً. وما يزيد من هذه العلاقة أكثر ثباتاً، هو العداء المشترك للولايات المتحدة التي تستمر بما يتعلق بقضية تايوان والتي تعتبرها بكين مساساً بالأمن القومي الصيني، والتي تتجلى مع إصرار واشنطن على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، على زيارة تايوان. وهو الأمر الذي اعتبرته وزارة الخارجية الصينية استفزازية ولا يمكن السكوت عنه، وبالتالي "جيشها لن يقف مكتوف الأيدي".
شبكة "سي جي تي ان" الصينية، أشارت في مقال لها إلى ان "ما تُظهره كل من الصين وإيران من إرادة مشتركة للدفاع عن مصالح العالم النامي يركز على المجالات ذات الاهتمام الفعلي، من خلال السياسة والدبلوماسية والحكمة، لا عبر القوة والحشود العسكرية".
النص المترجم:
خلال المحادثة الهاتفية بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، أعرب الزعيمان عن عزمهما المشترك لمعالجة الصدمات الاقتصادية والتحديات الأمنية العالمية.
وبالفعل يتخذ كلا البلدين خطوات جادة نحو منطقة أكثر استقراراً. في وقت تعاني فيه الظروف الدولية الهشة من مخططات الهيمنة والقطبية الأحادية، وضرورة التصدي لها في تجنب سياسات الانقسام، والدعوة إلى الاجتماع حول القضايا الملحة مثل الفقر وعدم المساواة الاجتماعية، والتدخل الجسيم في الشؤون السياسية للدول، ويؤدي إلى تقسيم العالم وتقويض السلام.
مع أنّ إيران تعرضت على مدى سنوات لعقوبات مكثفة تزايدت على التوالي، لكنها استطاعت عقد شراكات إستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها مع الصين. ومن دون أن تتخلى عن بذل الجهود لإنجاح "اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة" الموقعة في عام 2015. ومنذ الأسابيع الأولى من تولي الرئيس إبراهيم رئيسي مقاليد الحكم، يسعى رئيسي إلى فصل سياسات إيران الدولية عما تهدف إليه السياسة الخارجية الأميركية من إثارة الانقسام بين دول المنطقة. وكذلك تسعى طهران للحصول على العضوية الكاملة في مجموعة "شنغهاي للتعاون"، والتي من المقرر استكمال إجراءات الانضمام في القمة المقبلة المقررة للمجموعة ع في سمرقند عاصمة أوزبكستان في منتصف الشهر المقبل.
وكانت مصادر رسمية أوزبكية قد أكدت في وقت سابق، أنه سيتم التوقيع هذا العام على مذكرة بشأن التزامات إيران كدولة عضو في "منظمة شنغهاي للتعاون"، الأمر الذي يؤهل طهران للمضي قدماً نحو إطلاق قدراتها الإقليمية، ومن ضمنها تعزيز خطط التعاون الشامل مع الصين. إضافة إلى أنّ إيران تسير على قدم وساق نحو إصلاح العلاقات مع الدول العربي من المملكة العربية السعودية، حيث يستمر وزير خارجيتها مع نظيره الايراني بمتابعة سلسلة لقاءات بينهما في العاصمة العراقية بغداد، في ظل انكشاف السياسات الأميركية في الشرق الأوسط، التي لم تؤدِ إلا إلى انقسامات بين دول المنطقة. على عكس الصين، التي دعمت على الدوام حل النزاعات العالقة في الشرق الأوسط بشكل ودي ومستقل على حدٍ سواء.
فيما يتعلق بالازدهار والأمن العالميين، دعمت إيران كل من مبادرتي الصين ذات الصلة (جي أس آي)، و (جي دي آي)، الساعية إلى حل معضلة السلم العالمي من خلال الأمن غير القابل للتجزئة، والمستقل عن الهيمنة بكل أشكالها، كما أكد عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصيني وي فنغي خلال اجتماع "منظمة شنغهاي للتعاون" الأخير.
يذكر أنّ مبادرة (جي دي آي) تحظى بجاذبية دولية كبيرة، حيث أعربت أكثر من 100 دولة عن دعمها للمبادرة بينما انضم 50 دولة أخرى إلى مجموعة أصدقاء المبادرة، والتي كانت بكين قد أنشأتها على منصة الأمم المتحدة، لتأكيد التزامها الثابت بالمبادرات السلمية، وبالتعاون الدولي البناء في كل المجالات الاقتصادية والحيوية في الطاقة والبنى التحتية وسواها، مما يحدد الاتجاه الصحيح من أجل نظام عالمي أكثر مرونة. وما تُظهره كل من الصين وإيران من إرادة مشتركة للدفاع عن مصالح العالم النامي يركز على المجالات ذات الاهتمام الفعلي، من خلال السياسة والدبلوماسية والحكمة، لا عبر القوة والحشود العسكرية.
المصدر: شبكة "سي جي تي ان"
الكاتب: Hamzah Rifaat Hussain