كشف قائد الاحتياط السابق في جيش الاحتلال وقائد الكليات العسكرية، إسحاق بريك، عن ثغرات في سلاح جو جيش الاحتلال تجعله "غير مستعد أمام كل ما يتعلق بالحرب القادمة متعددة الساحات التي ستكون فيها قواعد سلاح الجو هدفاً استراتيجياً لصواريخ العدو". ومع احتمال جرّ مسؤولين الإسرائيليين الكيان الى حرب واسعة مع حزب الله على خلفية تعنّتهم في الاعتداء على ثروة لبنان النفطية والغازية في البحر الأبيض المتوسط، تتالى الاعترافات الإسرائيلية بعدم جهوزية وحدات الجيش.
في هذا الإطار، لفتت الكاتبة الإسرائيلية ليلاخ شوفا ليف في مقالها بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن "جاهزية القوات البرية لخوض المواجهة يجب أن تقلق كل مواطن في إسرائيل".
المقال المترجم:
عندما تتزايد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، ويكون هناك احتمال لوقوع معركة لعدة أيام، أو يصبح احتمال التصعيد واسع النطاق في الشمال مرجحاً، فإن جاهزية القوات البرية لخوض المواجهة يجب أن تقلق كل مواطن في إسرائيل.
الجدل الدائر حول جاهزية الجيش للحرب ليس جديداً، فمنذ حرب لبنان الثانية باستثناء عدد قليل من العمليات المحدودة في غزة تقريباً، لم يتم استخدام القوات البرية وطرأ هناك تدهور مستمر على وضعها، فالشكوك في قدرتها على حسم الحرب هي من اختصاص هيئة الأركان العامة والمستوى السياسي، مع وجود فهم في الخلفية بأن المجتمع لن يتسامح مع الخسائر الفادحة حتى في الحرب.
تولى رئيس الأركان أفيف كوخافي منصبه قبل ثلاث سنوات ونصف وهو مُجهزاً بمجموعة من الأفكار المبتكرة، وكان كثيراً منها حتى ولو كان بطريقة غير معلن عنها يهدف إلى تحسين قدرة الجيش البري على حسم الحرب القادمة. إلا أنه قبل بضعة أشهر من انتهاء ولاية كوخافي أجرينا محادثات مع العديد من الضباط، وخاصة في الخدمة الدائمة، الذين حذرونا من أنه على الرغم من حسن النوايا إلا أن هناك فجوة كبيرة بين الأفكار والواقع على الأرض.
يدعي ضباط أنه بتوجيه من كوخافي تم إنشاء العديد من مقار القيادة في الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، وتم تعزيز هذه المقرات بشكل غير متناسب على حساب القوات المقاتلة في الميدان التي تعاني من مشاكل خطيرة. من الواضح أن هيئة الأركان ترفض هذه الادعاءات والمزاعم، ويدعون من ناحيتهم بأن الصورة في الوحدات المقاتلة لا تُرى كاملة، لأن نفس هيئات مقار القيادات تلك ساعدت في جلب قدرات مبتكرة ومتقدمة إلى ساحة المعركة.
لكن في الوحدات العملياتية في الجيش الإسرائيلي أيضاً يتحدثون عن إحباط كبير، وشعور بأن المستويات العسكرية والسياسية العليا لا تثق بهم وتعمل كل ما في وسعها لعدم تشغيلهم في يوم الحرب، هذه المزاعم تأكدت في العام الماضي عندما تقرر عدم تفعيل الجيش البري خلال عملية "حارس الأسوار".
كذلك في قيادة الجيش يزعمون أن المناورة البرية يجب ألا تستخدم إلا كملاذ أخير، ويؤكدون أنه في حرب لبنان الثالثة لن يكون هناك خيار سوى استخدام القوات البرية لهزيمة حزب الله. يحذرون أيضاً من مشاكل أكثر خطورة، والتي تتعلق أساساً بسلاح المدرعات، الذي عانى لسنوات من الدافعية السيئة للغاية ومن التآكل والتقليصات الكبيرة الواسعة، كما أنه بالكاد يتم تسليط الضوء على مركزية سلاح المدرعات في وسائل الإعلام، لكن أي شخص يفهم الأمر يعرف أنه لا يمكن اليوم تنفيذ أي عملية برية واسعة النطاق دون وسائل النقل، أو على الأقل دون دعم الدبابات، التي تجلب معها إلى ميدان المعركة التنقل والقدرة على الصمود والنجاة وقوة النيران الكبيرة.
في الجيش يحذرون أيضاً من مشاكل أكثر خطورة، والتي تتعلق أساساً بسلاح المدرعات، الذي عانى لسنوات من الدافعية السيئة للغاية ومن التآكل والتقليصات الكبيرة الواسعة، كما أنه بالكاد يتم تسليط الضوء على مركزية سلاح المدرعات في وسائل الإعلام، لكن أي شخص يفهم الأمر يعرف أنه لا يمكن اليوم تنفيذ أي عملية برية واسعة النطاق دون وسائل النقل، أو على الأقل دون دعم الدبابات، التي تجلب معها إلى ميدان المعركة التنقل والقدرة على الصمود والنجاة وقوة النيران الكبيرة.
هذا هو السبب في أن العقيدة القتالية الجديدة في الجيش الإسرائيلي تتطلب الدمج والشراكة بين القوات المختلفة، وفي حالة الطوارئ يتم تنظيم الوحدات في فرق مشتركة من المشاة والدروع والهندسة وأكثر من ذلك، وهذا يعني أنه إذا وصلت الألوية المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي إلى حرب لبنان الثالثة بمستوى منخفض من الكفاءة، فإن مناورة الجيش بأكمله ستكون في إشكالية، وذلك على أقل تقدير.
تبدأ المشكلة في سلاح المدرعات مع انخفاض الدافعية لدى الشباب للخدمة في السلاح، اليوم يتنافس حوالي 0.5 شاب على كل مكان متاح في السلاح، وفي أفواج التجنيد الجيدة 0.6.
غير الصعوبة في جلب قوى بشرية نوعية لسلاح المدرعات بسبب الدافعية الضعيفة والاعتبارات الاقتصادية، وأيضاً عدم رغبة الجيش الإسرائيلي في إجبار الشباب على التجنيد في سلاح المدرعات دفع الجيش قبل عدة سنوات إلى اتخاذ قرار بإغلاق سرية نظامية في كل كتيبة وتحويلها إلى سرية احتياط، حتى لو كان هؤلاء جنود احتياط متميزين، كما يزعم الجيش الإسرائيلي فإنهم في نهاية المطاف هم جنود احتياط يُفترض أن يقاتلوا كجزء من كتيبة نظامية.
قبل بضع سنوات أغلق الجيش الإسرائيلي سرية "الإسناد" في سلاح المدرعات، واستبدلها بسرية "الكشف والهجوم"، التي يتجند مقاتليها بشكل عام في ألوية المشاة، بالإضافة إلى حقيقة أن هذا يضلل المجندين، يُعد هذا أيضاً ضرراً كبيراً لسلاح المدرعات، الذي يحصل على سرايا تتبدل أو متنقلة وليست عضوية، والنتيجة من الناحية العملية، أن النصف من كل كتيبة مدرعات يتكون من قوات ليست جزءاً أصيلا من الكتيبة.
وهناك مشكلة خطيرة بالقدر نفسه تتمثل في حقيقة أن الجيش الإسرائيلي قد أغلق في العقود الأخيرة عدداً كبيراً من الألوية المدرعة من الخدمة النظامية ومن الاحتياط، وكانت الاعتبارات وراء ذلك كثيرة، شملت التغيير في طبيعة القتال، فضلاً عن الاعتبارات العملياتية والميزانية. ولكن عملياً في عام 2022 يمتلك الجيش كمية صغيرة من الدبابات مقارنة بالماضي، ولديه ما مجموعه ثلاثة ألوية مدرعة نظامية، ولواء تدريبات منتظم يتحول في الحرب إلى لواء مقاتل، وعدد من الألوية المدرعة في الاحتياط. ومع ذلك فإن الألوية المتبقية أيضاً لا تتأثر بالقوى البشرية، وفي الميدان يزعمون أن القوى البشرية المخصصة أقل من احتياجاتهم، المعنى كل جندي يخرج من أجل التحويل أو لحاجة أخرى، يعطل فريقاً كاملاً من مقاتلي المدرعات.
المصدر: اسرائيل اليوم
الكاتب: ليلاخ شوفا ليف