تكثر التأويلات عما وصلت إليه جلسة المفاوضات الأخيرة التي أقيمت في العاصمة القطرية، الدوحة. وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة ان تظهر بأنها ليست في عجلة من أمرها وزمام الأمور بيدها، تعكس عدد من الصحف ووسائل الاعلام الغربية والإسرائيلية من خلال تصريحات المسؤولين في معسكرها، عكس ذلك. وهو ما تناولته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، التي أشارت في مقال لها إلى ان "الولايات المتحدة غير مستعدة للتخلي عن جهودها لإحياء الصفقة المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة".
النص المترجم:
على الرغم من الجولة غير المثمرة في الدوحة، من المقرر أن تستمر الجهود إلى ما بعد الموعد النهائي في حزيران/ يوليو والذي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لن يكون بمقدورها بعد ذلك التحقق من الأنشطة النووية المسموح بها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة.
من المرجح أن تجتمع القوى مرة أخرى لإجراء مفاوضات تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة في وقت لاحق من هذا الشهر، حتى بعد جولة محادثات غير مثمرة في وقت سابق من هذا الأسبوع في الدوحة.
من المرجح أن تستمر الاتصالات حتى حزيران/ يوليو، على الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة حذرت من أنها لن تتمكن من التحقق بشكل فعال مما إذا كان النشاط النووي الإيراني ضمن معايير الاتفاق الأصلي، حسبما قال دبلوماسيان أوروبيان مطلعان على الأمر لوكالة بلومبرج نيوز يوم الجمعة. ومع ذلك، من المرجح أن يعود الطرفان إلى الدوحة بعد زيارة بايدن من 13 إلى 16 يوليو إلى إسرائيل والضفة الغربية والسعودية، حسبما قال مصدر ثالث لبلومبرج.
اجتمع المفاوضون في قطر في بداية الأسبوع بعد شهور من عدم الانعقاد على الإطلاق بسبب الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران. قرار العودة إلى طاولة المفاوضات دفع البعض إلى الاعتقاد بأن إحراز تقدم وشيك. لكن الولايات المتحدة قالت بعد عدة أيام من المحادثات غير المباشرة إن إيران لم تأت بمقترحات جادة. وقالت وزارة الخارجية إن إيران "أثارت قضايا لا علاقة لها على الإطلاق بخطة العمل الشاملة المشتركة ويبدو أنها ليست مستعدة لاتخاذ قرار أساسي بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الصفقة أو دفنها".
حتى ذلك الحين، أخبر سفير إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت رافانتشي مجلس الأمن الدولي يوم الخميس أن "فريق التفاوض الإيراني مستعد للانخراط بشكل بناء مرة أخرى للتوصل إلى اتفاق".
على الرغم من تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بقدراتها التنفيذية، يبدو أن الولايات المتحدة غير مستعدة للتخلي عن جهودها لإحياء الصفقة المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، مقتنعة بأن البدائل أقل فعالية بكثير ومن المرجح أن تتحقق.
ركزت محادثات الدوحة هذا الأسبوع على العقوبات النفطية، حيث ضغطت إيران من أجل الوصول إلى الأموال التي منعتها كوريا الجنوبية وكذلك رفع العقوبات عن شركات الطيران والعمليات التجارية للحرس الثوري الإسلامي.
وتعمل إدارة بايدن على إحياء الاتفاق الذي فرض قيودًا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات بمليارات الدولارات، وهو ما تصر إيران على أنها لم تتلقها أبدًا.
في حين أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لم تتمكن من التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، فإنها تقدر أن المخزون يزيد عن 15 ضعف الكمية المسموح بها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، بما في ذلك اليورانيوم المخصب بنسبة 20٪ و60٪.
كما أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس الأمن هذا الأسبوع أن إيران بدأت في تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة إضافية في منشآت التخصيب في نطنز وفوردو.
المصدر: تايمز أوف إسرائيل