إسم يلفه الغموض، وتحيطه هالة من القدرات شاركت هوليود كثيراً فيها، لتكريس صورة في الأذهان على أن هذه الوكالة الإستخباراتية الأمريكية، قادرة على الوصول لما تريد بدون عناء.
هي العملاق الخفي الذي يمتلك أحدث أدوات العمل التجسسي في العالم، لذا تستطيع أن تطيح بالحكام وتحرك الشعوب، وتعيد رسم خارطة المنطقة.
لكن الحقيقة هي صورة أبسط من ذلك بكثير، فيها من الإنجازات لكنها حافلة بالخيبات المتراكمة والعمليات الفاشلة أيضاً، لا تبدأ في انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، ولا تنتهي بمنع هجمات التاسع من أيلول عام 2001 .
فما هي C.I.A
_ أهم جهاز إستخباراتي خارجي للتجسس ومقاومة التجسس في الولايات المتحدة الأمريكية.
_ أُنشئت بعد توقيع الرئيس الأميركي هاري ترومان لقانون الأمن الوطني عام 1947، لتكون بديلا عن "مكتب الخدمات الإستراتيجية".
_ يبلغ عدد موظفيها وجواسيسها 250 ألفا.
_ تستعمل أحدث التقنيات التكنولوجية ويرصد لها سنويا ما يقارب 14.7 مليار دولار.
_ تنتشر محطاتها في جميع دول العالم، عبر السفارات الأمريكية، شركات متعددة الجنسية، منظمات الدولية، وحتى عبر منظمات غير حكومية NGO’s.
أما المهام فهي:
_ جمع المعلومات من خلال المصادر البشرية (بالأخص رؤساء دول، زعماء، قيادات عسكرية، مدنية، حزبية)، وعبر تكنولوجيات التجسس المختلفة.
_ تحليل المعلومات، عرض الفرص والخيارات السياسية والعسكرية، والتحذير من أي مخاطر محتملة لصناع القرار في الولايات المتحدة.
_ تنفيذ العمليات السرية ذات الأهداف السياسية والعسكرية والأمنية.
هيكليتها التنظيمية تتألف من أربع أقسام:
_ دائرة الاستخبارات: المكلفة بجمع وتحليل المعلومات من مختلف دول العالم، ثم تقوم بعرضها على الرئيس وصناع القرار في موجز يومي، إضافة لتوفيرها تحليل دقيق لمضمون هذه المعلوملت والأحداث والتطورات، ومدى تأثيرها على الأمن القومي الأميركي.
_ الخدمة الوطنية السرية: التي تقوم بجمع المعلومات عن طريق الاستخبارات البشرية، وتنفذ العمليات السرية للوكالة.
_دائرة العلوم والتكنولوجيا: التي تعالج المشاكل الاستخباراتية، باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية المتوفرة، عبر فريق من العلماء والمحللين ومهندسي ومبرمجي الكومبيوتر.
_ دائرة الدعم: توفر كل ما تحتاجه الأقسام الأخرى من خدمات مالية وطبية ونقل وتنسيق ومتابعة، لضمان تنفيذ كل المهمات السرية.
أبرز نجاحاتها وإخفاقاتها
_ نجاح في إعادة الشاه إلى عرش إيران وإسقاط مصدق عام 1953.
_ فشل مدوٍّ في عملية خليج الخنازير بكوبا عام 1961.
_التورط في انقلاب أوغستو بينوشيه عام 1973 ضد الرئيس التشيلي المنتخب آنذاك سلفادور أليندي.
_ الفشل في حماية الرئيس المصري أنور السادات من الإغتيال.
_ الفشل في وأد الثورة الإسلامية الإيرانية، وحماية نظام الشاه، كما استمر الفشل طيلة العقود الأربعة، من عمر الجمهورية الإسلامية.
_ تفجير العديد من السفارات، والقواعد الأمريكية.
_ الفشل في اختراق المقاومة الإسلامية في لبنان، والكشف عن الجهاز الإستخباري عام 2011.
أخطر أدواتها فهي الصندوق الوطني للديمقراطية، الذي يعتبر ذراعها الناعمة تحت مظلة الNGO.
_يعرف "الصندوق الوطني للديمقراطية" (NED) عن نفسه بأنه مؤسسة خاصة غير ربحية، مكرس لتحقيق النمو وتعزيز المؤسسات الديمقراطية في جميع دول العالم. ويقدم أكثر من 1000 منحة لدعم مشاريع الجماعات غير الحكومية في الخارج، والتي تعمل من أجل الأهداف الديمقراطية في أكثر من 90 بلداً.
_ تأسس بعد خطاب للرئيس الأمريكي ريغان،عن واجب أمريكا بنشر الديمقراطية في العالم، فتشكلت لجنة في "الكونغرس" تضم أعضاءً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أوصت في تشرين الثاني عام 1983، بضرورة تأسيس الصندوق ورصد الاعتمادات المالية اللازمة له من الموازنة الحكومية.
_ ساعد مدير السي أي ايه وقتذاك ويليام كايسي بإنشائها، وصياغة فانون تمويلها وأهدافها.
_ مولت أنشطة العديد من الجمعيات المدنية العربية في: الجزائر، مصر، تونس، العراق، اليمن، ولينان.
_ يقول الكاتب الفرنسي تييري ميسان في بحث مستفيض حوله، إنه منذ تأسيس الصندوق قام سراً بتنفيذ الجانب القانوني من العمليات غير القانونية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقد تمكنت هذه الواجهة من نشر أضخم شبكة فساد على مستوى العالم، جندت من خلالها نقابات عمالية، ومدراء شركات، إضافة إلى أحزاب سياسية من اليمين واليسار على حد سواء، بغرض الدفاع عن المصالح الأميركية دون معرفة أعضائها.
_ يرأسه منذ التأسيس السفير السابق كارل جيرشمان، العضو في منظمة بناي بريث (أبناء العهد اليهودية) ويتكون مجلس إدارتها من السياسيين الأمريكيين الداعمين لكيان الإحتلال الإسرائيلي: ويليام بيرنز (مدير ال CIA الحالي)، إليوت أبرامز (المبعوث الأميركي السابق لإيران وفنزويلا).
_ وقد وصف "ألين اينشتاين"- أحد مؤسسي NED في حديث صحفي لواشنطن بوست- طبيعة عمل الصندوق، بأن مايقوم به الصندوق اليوم هو ما كان ينفذ قبل 25 عاما، من قبل وكالة الاستخبارات المركزية.
الكاتب: غرفة التحرير