يعود الاتفاق النووي الى سكّة المفاوضات في الدوحة بعد انقطاع دام حوالي الـ 3 أشهر. وذلك قبل وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن الى الشرق الأوسط في زيارة تشمل الكيان المؤقت حيث سيُطرح خلالها الدعم الأمريكي "في تطوير أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة التحديات الأمنية".
في هذا الإطار، يرى الكاتب الإسرائيلي أبراهام بن تسفي في مقال له في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "هذه الاغراءات الأمريكية مرتبطة بلا منازع بالاستئناف الوشيك للمفاوضات الجديدة مع إيران حول الملف النووي، ويُراد منها طمأنة إسرائيل في ظل إمكانية توقيع "اتفاقية فيينا الثانية" قريبًا".
المقال المترجم:
بعد أقل من ثلاثة أسابيع، في الـ 13 من يوليو، ستحط طائرة الـ "اير باص" في مطار بن غوريون؛ وهكذا تنطلق رحلة الرئيس الـ 46 الأولى إلى الشرق الأوسط.
على الرغم من حقيقة أنه "بطة عرجاء"، اختار بايدن عدم تغيير مسار جولته. وبذلك، فإن لبيد، بحكم استعداد الرئيس للقائه، سيحصل على اعتراف أميركي رسمي، وكأنه رئيس وزراء عادي لديه إمكانية حكم فاعل على جميع المستويات وليس رئيس وزراء انتقالي. إن الساحة الأمريكية - الإسرائيلية مشبعة بالمحاولات الأمريكية لتجاوز الخطوط، والتأثير على نتائج انتخابات الكنيست، لكن هذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها الرئيس وحاشيته المباشرة على تقديم الدعم لحكومة رئيس انتقالي في ذروة أزمة سياسية حادة.
يمكن التوقع أن تكون زيارة الرئيس مليئة بالوعود لإسرائيل، بما في ذلك التعبير عن استعداد واشنطن لتعميق تعاونها الاستراتيجي في المجال الاستخباراتي والتكنولوجي، والمساعدة في تطوير أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة التحديات الأمنية من جهة إيران. يدور الحديث عن صيغة متجددة ومعدلة لـ "حلف المحيط" من أواخر الخمسينيات، الذي يشارك فيه هذه المرة زعماء الهند والإمارات، وذلك حين يلعب القائد الأمريكي دور الشريك الكبير. كما يمكن للزيارة أن تحمل الامتناع الأمريكي عن تقديم عروض جديدة للاتفاق في المناطق الفلسطينية، ما سيحبط بكل تأكيد رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، الذي سيزوره بايدن عند انتهاء زيارته إلى البلاد.
لا شك بأن هذه الحلوى والاغراءات مرتبطة بلا منازع بالاستئناف الوشيك للمفاوضات الجديدة مع إيران حول الملف النووي، ويُراد منها طمأنة إسرائيل في ظل إمكانية توقيع "اتفاقية فيينا الثانية" قريبًا.
إدارة بايدن لا تسعى فقط إلى تهدئة القلق المستمر لدول الخليج، خاصة السعودية، من تخلي الولايات المتحدة، لا سيما في ظل استئناف المفاوضات النووية معها، لكنها تسعى أولا للبدء من جديد في منظومة علاقات مع السعودية على قاعدة أكثر صداقة بعد أيام من الركود العميق التي ميزت بداية ولاية بايدن، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط عقب العقوبات التي فرضت على صادرات النفط الروسية بعد غزو أوكرانيا. فبايدن لا يحتمل الثمن السياسي لارتفاع أسعار النفط التي ساهمت في وجود التضخم المالي الحالي. الرئيس الذي يعاني من تدهور وضعه السياسي في صناديق الاقتراع، يذهب إلى الغرامة تحت ستار المشاركة في قمة جدّة، ويحاول دفع عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
كلّ ذلك من أجل أن يحسّن بايدن الوضع الكئيب لحزبه في الانتخابات النصفية للكونجرس في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. لكن يبقى الشرط أن أن يوافق منافسه اللدود حتى وقت قريب، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على زيادة إنتاج الذهب الأسود، مما قد يهدئ سوق الطاقة ويخفف من الضائقة السياسية لبايدن.
في مواجهة الظروف السياسية والاقتصادية والحيوية الجديدة، تحول بن سلمان من شخصية غير مرغوب بها إلى هدف مرغوب فيه للرئيس الذي لا يتردد الآن في الذهاب بقدميه الى الرياض وجدة. وفي وقت قصير، سيتضح ما إذا كان بايدن قد تمكن بالفعل من تحقيق الأهداف الرئيسية لرحلته إلى الشرق الأوسط بشكل عام والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، وبالتالي تحسين موقفه في مجلس النواب.
المصدر: اسرائيل اليوم
الكاتب: أبراهام بن تسفي