يسعى الكيان المؤقت بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تشكيل تحالف إقليمي بينه وبين الدول العربية المطبّعة معه، بالتعاون الضمني مع السعودية، يكون هدفه تعزيز الدفاع الجوي ضد محور المقاومة.
وهذا ما تحدّث عنه بوضوح بالأمس الإثنين، وزير الحرب الإسرائيلي "بيني غانتس"، كاشفاً مشروع إنشاء "تحالف للدفاع الجوي في الشرق الأوسط" أو "ميد" بقيادة أمريكا، زاعماً أن التحالف قد أحبط بالفعل محاولات لشن هجمات إيرانية ضد إسرائيل ودول أخرى، وقد يستمد مزيداً من القوة، وتعزيز التعاون مع البنتاغون ودول المنطقة للتصدي لهجمات المسيّرات والصواريخ الإيرانية، من زيارة الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" خلال الشهر المقبل.
أما عن كيفية عمل النظام، فقد أفادت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول إسرائيلي، أن "ميد" سيسمح لإسرائيل ودول أخرى بمزامنة أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم، من خلال الاتصالات الإلكترونية عن بعد. لكن لم تذكر أي تفاصيل عن أسماء الدول الشريكة في هذا التحالف.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدمت مجموعة من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين، تشريعات لتعزيز التعاون الدفاعي بين كيان الاحتلال والعديد من الدول العربية، والتي تتطلب من البنتاغون تقديم استراتيجية لنظام دفاع جوي وصاروخي متكامل، بين العديد من دول الشرق الأوسط. ويشمل مشروع القانون كلاً من العراق والسعودية والكويت وقطر وعمان (فيه دول غير مطبّعة مع الكيان بل تجرّمه كالعراق!).
إسرائيل الرابح الأكبر
وإذا ما دققنا في هذا التحالف وجغرافيا المنطقة، وما يقدم عن التحالف من معطيات ومعلومات في وسائل الإعلام الغربية، نستطيع الاكتشاف سريعاً بأن إسرائيل ستكون الرابح الأكبر والوحيد فيه، بينما ستكون الدول العربية التي تشارك فيه، هي الخاسرة، وذلك للأسباب التالية:
_ ستحاول إسرائيل التسويق بأن قبّتها الحديدية هي الأكفأ لمواجهة مختلف التهديدات الجوية، سواء كانت صواريخ باليستية أو كروز أو طائرات بدون طيار، وبالتالي ستؤمن مبيعات لهذه القبّة من دول الخليج.
_ ستستفيد إسرائيل من "طبقة حماية جوية" افتراضياً، بمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، من خلال اعتراضها صاروخياً، أو على الأقل الكشف والإنذار المبكر عنها.
بينما لن تعجز صواريخ إيران واليمن ومسيّراتهم، التي تخطت أكثر أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية تطوراً، من تخطي الدفاعات الإسرائيلية. كما أن أماكن انتشار المنظومات العاملة ضمن هذا التحالف، ستكون عرضة للهجمات التدميرية، فيما لو شنت إسرائيل أو أمريكا أي اعتداء ضد إيران. وحينها ستدرك الدول التي تقبل المشاركة في هكذا التحالف، أنه كان من الأجدى لها القبول بما كانت إيران تدعو إليه دائماً، بأن يكون أمن الخليج بالتوافق بين جميع بلدانه، وبما يضمن أمنهم المشترك، ودون وصاية من أحد.
تهديد قد يتحول الى فرصة أيضاً
من جهة أخرى، فإن محور المقاومة والقدس، لن يقف مكتوف الأيدي بالتأكيد أما قيام تحالف عدائي كهذا، والذي سيرد عليه حتماً. لكن إنشاء هذا التحالف في نطاق الدفاع الجوي، سيتيح الفرصة أيضاً أمام نشوء تحالف مماثل خاص بالمحور، لكنه سيكون أنجع وأفضل، نسبةً للموقع والمساحة الجغرافية والمزايا التي تمتلكها دوله.
فعندها سيستفيد كلاً من لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن وحتى فلسطين، من التكامل فيما بين منظوماتهم للدفاع الجوي لاعتراض التهديدات الجوية الإسرائيلية، أو أقله الكشف والإنذار المبكر عنها.
الكاتب: علي نور الدين