لا تزال نكسة حرب العام 1967 بين الدول العربية والكيان المؤقت، تحفر في وجدان الشعوب العربية، رغم مرور أكثر من نصف قرن عليها. لكن أسرار وأسباب الهزيمة في هذه الحرب، لم تكشف كاملةً حتى الآن، لا سيما فيما يتعلق بدور وخيانة بعض الممالك العربية، مثل السعودية والمغرب في ذلك.
وهذا ما يعرضه هذا المقال الذي تم نشره على موقع "ميليتري واتش ماغازين – Military watch Magazine".
النص المترجم:
صادف الخامس من حزيران / يونيو 2022، مرور 55 عامًا على اندلاع حرب الأيام الستة، والتي على الرغم من قصرها كانت واحدة من أكثر الاشتباكات العسكرية المحورية في الشرق الأوسط، في حقبة الحرب الباردة، مع عواقب بعيدة المدى لا تزال محسوسة في جميع أنحاء المنطقة اليوم.
وضع الصراع في المقام الأول القوات المسلحة لإسرائيل ومصر، التي كانت تسمى آنذاك الجمهورية العربية المتحدة، ضد بعضهما البعض، بدعم مصر من سوريا والعراق. كما شاركت قوات من الأردن في "الأعمال العدائية". وشهدت القوات المصرية هزيمة ساحقة، حيث قامت القوات الجوية الإسرائيلية بتحييد مطاراتها ضعيفة الدفاع، وحافظت على معدل طلعات جوية مرتفع للغاية، لتوفير دعم جوي وثيق للغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. كما عانت سوريا من خسارة جزء كبير من مرتفعات الجولان، التي لم تسترد عافيتها حتى يومنا هذا، على الرغم من أن دورها في القتال وعدد الخسائر في صفوف قواتها المسلحة، قد ظل محدودًا مقارنة بمصر. كما كان دور العراق والأردن أقل حدة. ومع ذلك، فإن ما لم يكن معروفًا كثيرًا عن الصراع هو دور الدول العربية المتحالفة مع الغرب، في دعم القوات الجوية الإسرائيلية بشكل مباشر وغير مباشر، لضمان إضعاف الجمهوريات العربية المتحالفة مع الاتحاد السوفيتي، ومصر وسوريا على وجه الخصوص أمام الحرب، والذي سيحقق مصالح الكتلة الغربية في المنطقة.
كان الجيش المصري في حالة سيئة بشكل خاص لشن حرب مع إسرائيل، ليس فقط بسبب عدم الاستعداد، ولكن أيضًا بسبب انشغاله بدعم القوات الجمهورية في الحرب الأهلية في شمال اليمن ضد القوات الملكية. كان الملكيون اليمنيون في ذلك الوقت، يتلقون دعمًا قويًا من المملكة العربية السعودية، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وMI6 البريطانية، وسلاح الجو الإسرائيلي، والعديد من منظمات المرتزقة البريطانية. وقد لعبت السعودية دورًا رئيسيًا في إضعاف مصر بالتنسيق مع القوى الغربية، ولولا مشاركة السعودية لما كان المجهود الحربي ممكنًا. مهد هذا الطريق إلى حد كبير لهزيمة مصر في عام 1967، حيث تم نشر ما يقرب من ثلاثة أرباع وحدات الخطوط الأمامية المصرية في اليمن، بما في ذلك أفضل أفرادها تدريباً وخبرة، وعندما اندلعت الحرب مع إسرائيل في العام 1967 وصلت خسائرها في الحرب مع خسائر الصراع اليمني بحلول ذلك الوقت، إلى ما يقرب من 10 آلاف فرد.
إلى جانب الحرب في اليمن، لعبت الملكية المغربية للملك الحسن الثاني دورًا مباشرًا في تقويض مصر، وتعزيز الموقف الإسرائيلي الذي أدى إلى حرب الأيام الستة. فقد كشف رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، اللواء شلومو غازيت، في العام 2016، أن الملك المغربي قد نقل إلى إسرائيل تسجيلات استخباراتية لاجتماعات شديدة الحساسية، بين قادة جمهوريين عرب يناقشون خططهم الحربية. كانت هذه العناصر أساسية لتشكيل فهم إسرائيلي بأن الدول العربية لم تكن مستعدة للحرب، مما سمح لها بتسمية ما بدا أنه خدعة مصرية عندما حشدت قواتها في سيناء بشن هجمات في 5 حزيران / يونيو. فعلت الدول العربية المتحالفة الكثير لتقويض نموذج الصراع العربي الإسرائيلي، وبدلاً من ذلك أشارت إلى صراع الحرب الباردة، حيث تميل الدول المتحالفة مع الغرب والاتحاد السوفيتي بقوة إلى جانب بعضها البعض، على الرغم من أن الانحياز الصريح لإسرائيل، كان غير مقبول محليًا بالنسبة لهذه الممالك العربية في ذلك الوقت.
المصدر: military watch magazine
الكاتب: غرفة التحرير