في الثامن شهر أيار / مايو الجاري، أطلق الكيان المؤقت مناورته الكبرى التي تستمر لشهر كامل تحت اسم "عربات النار"، والتي كانت قد تأجلت مع اندلاع معركة "سيف القدس" مع الفصائل الفلسطينية في نفس التوقيت من العام الماضي. ويعتمدها الاحتلال للتدرّب على الحرب المقبلة مع محور القدس حيث تحاكي الحرب على عدّة جبهات. وفي أسبوعها الأخير تحاكي المناورة توجيه ضربة للجمهورية الإسلامية حيث تجري تدريبات جيش الاحتلال الهجومية على إيران في قبرص وستشارك فيها قوات من اللواء 98.
كذلك يحاكي الاحتلال في هذه المناورة كيفية تعاطي المؤسسة العسكرية مع مناطق الدّاخل المحتل التي أظهرت خلال "سيف القدس" أنها جبهة مشتعلة أيضاً عرقلت مظاهرات الفلسطينيين الداعمة للمقاومة حركة الجيش. وفي مقال للخبير العسكري أمير بوخبوط في موقع "وللاه العبري" أشار فيه الى أن " جيش الإسرائيلي يركز حاليًا في التدرّب على ما ستقوم به قيادة الجبهة الداخلية...كجزء من الدروس المستفادة من حملة حارس الأسوار في غزة، والخوف من أعمال الاحتجاج المتنامية".
النص المترجم:
في الوقت ذاته، يركز جيش الإسرائيلي حاليًا في التدرّب على ما ستقوم به قيادة الجبهة الداخلية من حاجة لما تسميه "عزل الشرايين" الرئيسية داخل الدولة كجزء من الدروس المستفادة من حملة حارس الأسوار في غزة، والخوف من أعمال الاحتجاج المتنامية داخل حدود الدولة في حال نشوب حملة أخرى.
جيش الإسرائيلي يقوم بتدريب ثماني كتائب من لواءين من قيادة الجبهة الداخلية يفترض أن تعالج حرية حركة قوافل الجيش في الأراضي المختلطة بين العرب والإسرائيليين بالتعاون مع الشرطة، وكل ذلك بهدف عزل المحاور الرئيسية لتجنب الازدحام المروري مع شرطة السير، بجانب تجهيز قوات الجيش بوسائل تفريق المظاهرات والذخيرة غير الفتاكة، للتعامل مع حالات العنف في المحاور التي ستتحرك فيها القوات على عدد من الطرق الرئيسية.
الجيش الإسرائيلي يستعد للتدخل في التجمعات العربية خشية اندلاع جملة من الاضطرابات في هذه التجمعات، في حين تبدو قيادة الجبهة الداخلية مجهزة بالسلاح والذخائر، بجانب الاستعانة مع أقسام الشرطة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على أكبر قدر ممكن من استمرار الإسرائيليين في حياتهم الوظيفية المدنية في حالة القتال، ودفاع الجبهة الداخلية ضد التهديدات بشكل روتيني.
من الواضح أن العامل الرئيسي في هذه المناورة هو التصدي للتحديات الأمنية، التي من المتوقع أن تواجه دولة إسرائيل داخل حدودها (المدن المختلطة)، تحسباً من انخراطها في أي حملة عسكرية مستقبلية، مع التشديد على أن الجيش سيحاول تجنب فرض الإغلاقات داخل عمق حدوده، لاسيما في حال توجّت غزّة لإطلاق الصواريخ في مناطق خطرة وسط اسرائيل، أو تسلل المسلحين من القطاع.
المصدر: وللاه العبري
الكاتب: غرفة التحرير