13 يوماً من المقاومة والحصار والهدم، دخلت بعدها "معركة مخيّم جنين" تاريخ الانتصارات الفلسطينية المعاصرة، مقابل إحباط عملية "السور الواقي" لجيش الاحتلال.
فعلى وقع الانتفاضة الثانية، التي خرج معظم منفذي عملياتها من مخيم جنين وآخرها العملية الي استهدفت فندق في "نتانيا"، اقتحم 10 آلاف جندي من جيش الاحتلال المخيم، في الضفة الغربية المحتلة في الثالث من شهر نيسان / أبريل عام 2002، مع تعزيزات من طائرات الاباتشي والجرافات والدبابات، وقد جاء الاقتحام بأمر مباشر من رئيس الوزراء آنذاك أرائيل شارون.
رفض الفلسطينيون اللجوء والتهجير مرة ثانية، فقاتلوا الاحتلال باللحم الحي، وبالأسلحة البسيطة كالكلاشنكوف وبالأدوات المصنّعة محلياً مثل العبوات المتفجرة، كما بأدوات الانتفاضة الحجارة والسكين. تراصت صفوف فصائل المقاومة جميعها في المواجهة حيث تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة من كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي بعديد وصل الى 200 مجاهد. ومن القادة الميدانيين، كان الشهيد يوسف ريحان المعروف "أبو جندل"، وزياد العامر (أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى)، والقائد محمود طوالبة (أبرز قادة سرايا القدس).
وظّفت المقاومة الفلسطينية مساحة المخيّم التي لا تتجاوز الـ 330 متراً وطبيعة بناءه (المنازل المتلاصقة والشوارع الضيقة) لصالحها حيث عمل المجاهدون على إحداث فتحات في الجدران للتنقل حالت دون رصدهم من قبل الطائرات الإسرائيلية، كما أوقعوا آليات الاحتلال في الكمائن التي أدّت إحداها الى قتل 13 جنديا وإصابة 15 آخرين. أدرك الاحتلال حجم خسائره فعمل على هدم وجزف المنازل والشوارع كي يؤمن طريقاً مفتوحاً للدبابات وتدمير حصون المقاومة، لكن المواجهة بقيت مفتوحة في "عش الدبابير" (بحسب ما وصف الكيان الإسرائيلي المخيم) الذي كلّف الاحتلال 50 قتيلاً وإصابة عشرات آخرين.
جرائم حرب الاحتلال
ارتكب الاحتلال خلال هذه المعركة جرائم الحرب:
_ محاصرة المخيم ومنع إسعاف الجرحى
_ استخدام الدبابات والطائرات الحربية والمدافع مقابل الأسلحة البيضاء والبسيطة
_ قتل المدنيين وإبادة عائلات كاملة
_ تدمير المباني السكنية (455 منزلاً دُمّر بالكامل) ومنشآت الأونروا وخاصة الصحية
المقاومة مستمرة
قدّم مخيم جنين 58 شهيداً أغلبهم من المدنيين، واليوم بعد عشرين عاماً على المعركة، لا يزال مخيك جنين أيقونة المقاومة والصمود في التصدي لمحاولات الاحتلال المتكررة بإعادة الاقتحام لكنّ المقاومة وتطوّرها واسنادها الشعبي والفصائلي يقف رادعاً، وقد أحيى المخيم الذكرى باستشهاد ثلاث من مجاهديه (خليل طوالبة، عباهرة وسيف أبو لبدة).
الكاتب: غرفة التحرير