الشهيد القائد رضا ياسين: أحد كوادر حزب الله الأساسيين

الشهيد رضا ياسين، "قائد من قادة المقاومة الاسلامية وأحد كوادرها الأساسيين والذي واكب انطلاقتها وجهادها". بهذه العبارات وصف حزب الله "أبو علي" في بيان إعلان استشهاده. واختصرت مسيرة حياة القائد الجهادية:

_ ولد القائد ياسين في العام 1950، وكبُر على مشاهد الاجتياح الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية عام 1948 كما مشاهد تهجير الشعب الفلسطيني. وعاين الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1972.

_ في العام 1976 التقى بالإمام المغيّب موسى الصدر، ليتعمّق ارتباطه بالقضية الفلسطينية وضرورة نصرتها بكل الأساليب الممكنة، وليكون على وعي وإدراك بالمشروع الإسرائيلي في المنطقة.

_ التحق بعدها بدورات تدريبية عسكرية وثقافية حيث شارك في المرابطات العسكرية في قرى جنوب لبنان، ليتدرّج نحو التأسيس للعمل المقاوم وتدريب شباب آخرين.  

_ عام 1978 مع اجتياح جيش الاحتلال للبنان للمرة الثانية ووصله الى حدود نهر الليطاني، فكان القائد ياسين من أوائل المجاهدين الذين حملوا السلاح تصدياً لتوغّل قوات الاحتلال ودفاعاً عن الأرض، وقال "أتى بي إلى هنا ديني، ضميري، والأطفال الذين دُمّرت عليهم المنازل!"

_ بعد أربع سنوات (عام 1982) عاد الكيان الإسرائيلي لاحتلال جنوب لبنان، فلم يتوانَ القائد ياسين مرة ثانية عن تنفيذ عمليات المقاومة. ففي منطقة المزرعة حيث تلةٌ من تلال "كفر دجال" في ضواحي بلدته "عدشيت"، عمل القائد مع مجاهدين آخرين على التخطيط لكمين ضد مجموعة للاحتلال. وتحديدا عند جسر فرون ـ قعقعية الجسر باتجاه النبطية، بادر القائد الى رمي الدبابة الإسرائيلية بالقاذف واستمر بالرماية إلى أن انتهت القذائف التي بحوزته.

فاجأ القصف قوات الاحتلال وأربك الجنود، وعند وصول "التعزيزات" بدأ تمشيط المنطقة في محاولة للقبض على أخد المنفذين، الا ان القائد استطاع الابتعاد عن مكان العملية.

القائد: أبٌ لشهيد

لم يدّخر القائد ولده علي، بل كان أيضأً من بين الشباب الذين التحقوا بصفوف المقاومة وعمل الى جانب والده. ويُروى "أن الحاج رضا كان يدير عملية عسكرية ضد الاحتلال وبعد نجاحها أمر المجاهدين بالانسحاب. الا أنهم أبلغوه باستشهاد نجله علي في العملية وهم يعملون على سحب جثمانه. فقال لهم: اتركوه وانسحبوا"، وذلك بتاريخ،25 / 5/ 1993. وأسر الاحتلال جثمانه لكنه استعيد في صفقة تبادل أسرى بين حزب الله والكيان الإسرائيلي المؤقت بعد استشهاد القائد رضا.

استشهاده

في الحادي والثلاثين من آذار / مارس عام 1995، جهّز الاحتلال 4 طائرات مروحية وطائرة استطلاع من نوع "أم ك "، واستهدف سيارة القائد أبو علي بصواريخ موجهّة على طريق الحميري ـ دردغيا. وفي يوم تأبينه قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "أبو علي كُلنا يعرفه، كان بحق لائقاً بالشهادة وللشهادة، وكان بحق على موعد معها".