"حسّان"، مسيّرة حزب الله التي حلّقت لـ 40 دقيقة فوق سماء فلسطين المحتلّة فاضحةً زيف المنظومة الاعتراضية الإسرائيلية، تشغَل أوساط التحليل العسكري الإسرائيلية في قراءة المرحلة جديدة من المواجهة الجوية ومعادلات الردع.
وفي مقال لصحيفة "هآرتس" العبرية، يشير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، الى ان "إسرائيل تقريبا تتجنب كليا إجراء هجمات جوية في لبنان، وهذا يحدث في ظروف استثنائية جدا".
النص المترجم
الجيش الإسرائيلي تردد في حسم طبيعة الجسم الطائر الذي حلق لفترة في سماء اسرائيل ظهر الجمعة الماضي، لكنه في نهاية المطاف، اختار الحديث عن اختراق طائرة صغيرة، تملصت من الإسقاط ونجحت في العودة بسلام لحضن مشغليها؛ رجال حزب الله في جنوب لبنان.
حزب الله تحمل المسؤولية عن إطلاق الطائرة الصغيرة، لكنه لم ينشر الصور، ربما الأمر يتعلق بقيود تقنية؛ وربما كانت المنظمة تنتظر الوقت المناسب، للكشف عنها في إطار الحرب النفسية التي يشنها ضد إسرائيل.
صفة طائرة صغيرة بالتحديد تضع هذا الحادث في نصابه؛ فعندما اخترق حزب الله للمرة الأولى سماء البلاد في أحداث في 2003 و2005 ومرة أخرى في 2012، كانت هذه بشكل عام طائرة مسيرة أثقل، وضعت في طياتها إمكانيات كامنة لضرر طبقا لذلك، وفي هذه المرة، يدور الحديث عن طائرة صغيرة من الصعب كما يبدو تحديد مكانها وإسقاطها.
اختراق الطائرة الصغيرة فاجأ الجيش الإسرائيلي؛ بسبب غياب تحذير استخباراتي مسبق، لذلك تم تشغيل صافرات الإنذار في شمال البلاد، ما تسبب في الذعر في أوساط الجمهور"، منوها إلى أن هناك "استخداما متزايدا للطائرات الشراعية أيضا من قبل حزب الله التي تخترق الحدود في الشمال، إما لجمع المعلومات أو لاستفزاز متعمد ضد إسرائيل.
إطلاق حزب الله لمسيّرة صغيرة الجمعة، يبدو كرسالة من حزب الله مفادها أنه حتى لو أسقط لنا الجيش الإسرائيلي في كل مرة طائرة، فإنه يمكننا أن نواصل الإطلاق نحو الجليل متى أردنا، وإذا كانت إسرائيل تعتقد أنه يمكنها خرق سيادة لبنان بواسطة طلعات طائراتها المسيرة والحربية، فإن حزب الله سيعمل بصورة مشابهة من الجنوب.
هل الانشغال الواسع بالطائرات المسيرة بشتى أنواعها يخدم إسرائيل؟ طلعات الاستعراض لتخويف لبنان، تخلق نوعا من المعادلة الجديدة لاستخدام القوة الجوية بين إسرائيل وحزب الله، وعمليا لا توجد احتمالية كبيرة للمقارنة، فنحن في المجال الجوي أقوى. وفي المقابل تتطور أمام تل أبيب مشكلة بعيدة المدى؛ فحزب الله وبمساعدة إيران، يقوم بعملية متواصلة لتطوير منظومة الدفاع الجوي، وبصورة مشابهة يتصرف النظام السوري بمساعدة روسيا، والتزود بمنظومات دفاع جوي متطورة تضع تحديا أمام سلاح الجو، وتقتضي تخطيطا حذرا أكثر للطلعات من أجل مواصلة تنفيذ المهمات الملقاة عليه في الجبهة الشمالية، وبهذه الصورة، فإن إسرائيل تقريبا تتجنب كليا إجراء هجمات جوية في لبنان، وهذا يحدث في ظروف استثنائية جدا مثلما في الرد على إطلاق الصواريخ في السنة الماضية.
إسرائيل قلقة من الاستخدام الواسع للمسيرات الهجومية وفي السنوات الأخيرة كانت عدة هجمات كهذه، ذروتها كانت في الهجوم الشديد على مواقع لشركة "أرامكو" السعودية في 2019، والذي تسبب في ضرر كبير.
الكاتب: غرفة التحرير