أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية، على وصف عجز مختلف الوسائط العسكرية - منظومة القبة الحديدية وطائرة الهيليكوبتر من نوع أباتشي وطائرة الـ F-16 الاعتراضية - في صد واعتراض طائرة المقاومة الإسلامية "حسان"، بالفشل الكبير، لما كلفته من خسائر معنوية واقتصادية.
فبحسب الخبراء، فإن تكلفة رحلة الساعة الواحدة لطائرة الـF-16 تبلغ حوالي 22 ألف دولار، فيما تبلغ تكلفة رحلة هليكوبتر الأباتشي حوالي 4 آلاف دولار، أما تكلفة كل صاروخ دفاعي من منظومة القبة الحديدية فتبلغ حوالي 50 ألف دولار.
كما أنه على صعيد القبة الحديدة، فإن هذا الإخفاق يفسر في جانب منه أيضاً، سلسلة الإخفاقات التي منيت بها هذه المنظومة، طوال مراحل الصراع بين كيان الاحتلال وحركات المقاومة، رغم المحاولات الحثيثة لتطويرها أو معالجة مكامن الخلل فيها.
كما يظهر أيضاً أحد أسباب إحجام الكيان، عن توريد هذه المنظومات الى أوكرانيا مؤخراً، وإلى الإمارات بعد سلسلة عمليات "إعصار اليمن". بالرغم من أن الكيان يحاول بالاستمرار، الترويج بأنها من أهم منظومات الدفاع الجوي، ويكثف من حملات تسويقها في معارض الأسلحة العالمية. فببساطة، ستعجز هذه القبة عن اعتراض الطائرات المسيرة، خصوصاً تلك التي تملك مواصفات متطورة، تمكنها من المناورة والتخفي عن منظومات الدفاع الجوي، والتي باتت حركات ودول المقاومة تصنعها بتقانة عالية. أما بالنسبة لأوكرانيا، فبالطبع لن تتمكن من صد الطائرات المسيرة الروسية المتطورة ايضاً.
فما هي أهم مواصفات القبة الحديدية؟ وما هي أهم العمليات التي كشفت عن إخفاقاتها؟
_ هي منظومة للدفاع الصاروخي وضد المسيرات في الكيان، ضمن مشروع مشترك مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ولا تسمح الاتفاقية الموقعة بين الطرفين ببيع النظام إلى دولة ثالثة بدون موافقة مشتركة.
_ صممت لإطلاق الكثير من النيران، لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، والطائرات بدون طيار.
_ تحتوي البطارية الواحدة على 8 قاذفات، تحوي كل واحدة منها على 20 صاروخا معترضا، ويمكنها إطلاق صواريخ متعددة في آن واحد. كما تشمل المنظومة عربة للتحرك تسهل عملية نقلها من مكان إلى آخر، كما تضم عربات مخصصة لجهاز الرادار ولنظام التعقب والتتبع الجوي.
_ من أبرز التعديلات التي أجريت على المنظومة، هي تطويرها لكي تعترض فقط الصواريخ التي ستسقط فوق مناطق مأهولة وقرب مناطق سكنية ومواقع إستراتيجية.
_ يبلغ الحد الأدنى لمدى الأهداف التي يمكن التعامل معها 4.5 كيلومتر، من أجل اعتراض الصواريخ التي تشكل تهديداً، وصولاً حتى مدى 70 كيلومتر.
_ بدأ تصنيعها بمساعدة اقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية، بميزانية أولية تبلغ 250 مليون دولار (وصلت الى أكثر من 680 مليون دولار بشكل مستقل عن المساعدة العسكرية الأمريكية السنوية التي تبلغ 3.1 مليار دولار).
_ تولت 3 شركات تطوير وتصنيع النظام من قبل شركتي "رفائيل" و"إلتا" الإسرائيليتين المسؤولتين عن تطوير وصناعة الرادار، بينما تولت شركة "إمبريست" تطوير نظام القيادة والتحكم.
_ طوال السنين الماضية، اثارت هذه المنظومة شكوك الخبير الأمريكي البارز في انظمة الدفاع الصاروخية "تيودور بوستول"، لناحية نسب نجاح الاعتراض التي يطلقها كيان الاحتلال.
_ أثبتت المنظومة فشلها في التصدي خلال العديد من المحطات أبرزها (من الأقرب زمنياً):
1)طائرة حسان التي أطلقتها المقاومة الإسلامية في لبنان، وحلقت في شمال فلسطين بطول 70 كم ولمدة 40 دقيقة.
2)صواريخ الدفاع الجوي السوري التي سقطت مؤخراً قرب الضفة الغربية، وسقطت في إحدى المرات قرب منطقة غوش دان، وفي العام الماضي سقطت في منطقة ديمونا.
3)صواريخ المقاومة الفلسطينية التي سقطت بالقرب من مدينة تل ابيب الاستيطانية، والتي تذرع الكيان بأنها أطلقت بسبب الصاعقة الرعدية.
4)الصواريخ التي أطلقت من لبنان أواخر العام الماضي على الأراضي المفتوحة في مزارع شبعا والجولان.
5)خلال كل الحروب مع غزة وآخرها معركة سيف القدس، حيث تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من ضرب العديد من الأهداف حتى ضمن مدى يتعدى الـ 200 كم.
الكاتب: غرفة التحرير