لطالما حاول الكيان الإسرائيلي منذ تواجده في المنطقة - عبر أدواته الإعلامية والدعائية - بأن يحشد لنفسه الأصوات العربية "المؤيدة" لاكتساب نوع من "الثقة" و"الأمان" على وجوده، وقد أدرج ضمن استراتيجياته توقيع "اتفاقيات" التطبيع مع أكبر عدد ممكن من الدول العربية. الا أنه على الرغم من موجات التطبيع العلنية التي شهدتها الدول، وخاصة الخليجية منها في السنوات الثلاث الماضية على أقل تقدير، فإن مواقف الشعوب العربية لا تزال تثبت لهذا الكيان أنه دخيل ومكروه، ومرفوض بكافة أشكال وجوده.
وفي تصريح سابق للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، يقول فيه أن "الموقف الحقيقي من القضية الفلسطينية تعبّر عنه الشعوب العربية والإسلامية لا أنظمتها".
لقد كسر 15 رياضياً وفريقاً من 10 دول عربية وإسلامية، بالموقف الواضح والشجاع مساعي كيان الاحتلال الطويلة، فاستحقوا عن جدارة "ذهبية القدس" التي حملوها معهم، وطافت لأجلها صورهم العالم حين رفضوا منازلة لاعبي هذا الكيان أو من يمثّله، ليبقوا "أبطال" القضية الفلسطينية و"شوكة في حلق" الأنظمة المطبّعة.
وفي مقاطعتهم كرّس الرياضيون مفهوم مشروع المواجهة الشاملة والمتكاملة حيث تبدأ المقاومة في الميدان العسكري ولا تنتهي عند الخطابات والبيانات الاستنكارية، بل تمتدّ الى معركة التسلّح بثقافة هذه المقاومة والوعي "بالعدو" في كلّ الساحات ولا سيما الصرح الرياضي الذي يشكّل محط اهتمام وتأثّر الشباب العربي وفي مختلف دول العالم، فكانت رسالة الرياضيين أن بعض "التسامحات" الصغيرة والتي قد يُنظر اليها أنها بسيطة تمسي شكلاً جديداً من اشكال التطبيع التي تخدم الكيان الإسرائيلي. وكان الشيخ راغب حرب في لبنان يوصي حتّى بعدم التبسّم بوجه الجنود كي لا يستأنسوا بأرض احتلوها.
وكانت الحملة العالمية للعودة الى فلسطين قد نظّمت في العاصمة اللبنانية بيروت "الملتقى الدولي لتكريم الرياضيين المناهضين للتطبيع" ومن ضمن فعالياتها تقليد الرياضيين بـ "ذهبية القدس" تعبيراً عن الوفاء لموقفهم، وهم: فتحي نورين من الجزائر، محمد وصفي عيد وأسامة أبو جامع من الأردن، محمد عبد الرسول من السودان، حبيب السبتي ومحمد العوضي من الكويت، علي الكناني من العراق، مالك الزيباوي وفادي عيد من لبنان، آرين غلامي من إيران، محمد عبد الرحيم الطالب محمد من موريتانيا، ميساء العباسي من تونس، نادي الجيش العربي السوري والمنتخب الوطني للأشبال والشبلات لكرة السلة من سوريا. وأُعلن خلال الملتقى عن إنشاء رابطة للرياضيين لدعم كل رياضي يسجل موقفاً في مواجهة التطبيع، في سياق متابعة المقاطعة الرياضية في المرحلة المقبلة.
الكاتب: غرفة التحرير