خلف ارتكاب المجازر في المناطق اليمنية وفي قطاع غزّة في فلسطين المحتلّة ومفاقمة معاناة الشعبين وحصارهم، "عدّو" واحد: الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة راعيته وداعمته بالإضافة الى الدول العربية والخليجية التي سارعت الى تقديم أوراق اعتمادها في المنطقة الى الحلف والمشروع الغربي، وبعضها وقّع علناً اتفاقيات التطبيع فيما البعض الآخر أخرج علاقاته القديمة مع الكيان الى العلن.
فلسطين واليمن: توأم المعاناة
يواجه الشعب الفلسطيني مع كيان الاحتلال الذي اجتاح أرضه منذ العام 1948 ما يواجهه أيضاً الشعب اليمني في العدوان السعودي – الاماراتي المدعوم أمريكيا واسرائيلياً منذ حوالي السبع السنوات:
_ انتهاك الحقوق الإنسانية وارتكاب جرائم الحرب والإبادة
_ انتهاكات جسيمة للاستقلال والسيادة
_ استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين العزّل، والمدارس والمستشفيات...
_القتل المتعمّد للنساء والأطفال والشيوخ
_ تدمير البنى التحتية والبيوت والبنى الأثرية والتاريخية واستهداف المقدسات
_ ممارسة سياسية الحصار والتجويع
_ انتهاك حقوق الأسرى والمعتقلين
_ محاولة تزوير التاريخ
المواجهة والصمود
يقف اليمن وفلسطين المحتلّة اليوم في خط الدفاع الأوّل لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، ولا سيما أنهما يعملان على التصدّي "للعدو" بكل السّبل الممكنة من تأمين السلاح الاستراتيجي والصواريخ والطائرات المسيرة القادرة على تغيير موازين القوى وقواعد الاشتباك ورسم معادلات الردع، الى خوض معركة الوعي بكل أدواتها.
التضامن والاسناد بين الشعبين
في اليمن تحضر القضية الفلسطينية بمختلف الاشكال حيث لم يوفر اليمنيون مناسبة للتضامن مع القضية الفلسطينية سواء بكلمات حق وشعارات ترفع في المظاهرات في العاصمة صنعاء أو من خلال التقديمات المالية، حيث خلال معركة "سيف القدس" التي خاضتها الفصائل الفلسطيني في أيار الماضي قام الشعب اليمني بحملة تبرعات تحت شعار "القدس أقرب"، وبعنوان "أموالنا تحمي القدس"، فيما احتشدوا في مسيرات مؤكدين ان "سيف القدس" هي معركة الأمة، وان معركة الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزّأ من معركتهم، وشدّدوا على انهم لن يألوا جهداً لنصرة فلسطين رغم العدوان والحصار، و"حاضرون لاقتسام اللقمة مع الإخوة في فلسطين".
وعلى الصعيد العسكري، أعلن قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن الاستعداد التام لمبادلة أحد الطيارين السعوديين الأسرى لديهم مع أربع من الضباط والجنود مقابل الافراج عن المختطفين الفلسطينيين من حركة حماس لدى الرياض، ولقيت المبادرة تقديراً واسعاً من الشعب الفلسطيني والفصائل، كذلك أكّد على الانضام الى المعادلة الاقليمية التي أعلن عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تقضي بأن "القدس تعني حرباً إقليمية".
اليمن حاضرة في غزّة
ومن قطاع غزّة المحاصر منذ أكثر من 16 عاماً، بيانات التضامن من الفصائل الفلسطينية تحاكي معاناة الشعب اليمني، خاصة في المجاوز التي نفذتها الغارات السعودية – الإماراتية وأدّت لقطع بث الانترنت عن اليمن أيضاً، حيث كان لحركة الجهاد الإسلامي بياناً أكدت فيه "ان استهداف المدنيين المتعمّد في اليمن، هو دليل على فشل هذا العدوان وهزيمته في ميادين القتال". ومن جانب آخر نظمت الحركة مسيرة جماهيرية حاشدة جابت شوارع غزّة مندّدة بالعدوان ورفعت خلالها العلم اليمني الى جانب العلم الفلسطيني كما حضرت صور السيد الحوثي وصور السيد نصر الله، بالإضافة الى صور قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية الشهيد قاسم سليماني وصور القائد في حزب الله عماد مغنية، وفي كلمة لعضو مكتبها السياسي خالد البطش أكّد وقوف الشعب الفلسطيني الى جانب الشعب اليمني "في المجازر التي لطالما عانينا جراءها".
وبدورها عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيانها عن "تضامنها الكامل مع عائلات الضحايا ومع الشعب اليمني الشقيق". وبدروه قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار أن "هناك تشابهاً بين العدوان على اليمن وعدوان الاحتلال على الفلسطينيين". كما أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة بياناً شدّدت فيه على "ثقتها بقدرة الشعب اليمني المجاهد على الانتصار بفضل صموده وتضحياته وحكمة قيادته وشجاعتها".
الكاتب: غرفة التحرير