AEI مركز أبحاث أميركي يهتم بالسياسة العامة تأسس عام 1938، من قبل مجموعة من رجال الأعمال في نيويورك، وكان على رأسهم لويس أتش براون، وكان بين مؤسسيه مدراء تنفيذيون متل Paine Webber وChrysler و Chemical Bank و Bristol-Myers و General Mills و Eli Lilly.
حافظ المعهد ومنذ زمن التأسيس على عضوية كبارالقادة في الشركات المالية الكبرى، وكانت المهمة الأولى والأصلية تعزيز المعرفة بشكل أكبر، ومحاولة فهم المزايا الاجتماعية والاقتصادية.
يقدم مركز AEI نفسه على أنه معهد مستقل عن أي حزب سياسي، كذلك بأنه منبر للنقاش المفتوح، ويحظى المعهد بثقة صُناع القرار والقادة في واشنطن، كما يصف المعهد دوره ومهمته بالسعي نحو الإصلاح والتقدم والرفاهية لجميع الناس.
تمويل المعهد
يزعم معهد AEI ومقره واشنطن العاصمة بأنه مؤسسة تعليمية غير ربحية، ويعتمد بالمقام الأول على التبرعات من الأفراد والشركات والمؤسسات، وأرباح الاستثمار من الوقف الداخلي، وهو لا يقبل المنح الحكومية، ومؤسسة معفية من الضرائب.
مجالات معهد AEI
يهتمAEI بعدة مجالات منها الطاقة، والسياسة الخارجية والدفاع والرأي العام، وأصبح متابعاً ومحللاً لسياسات الكونغرس في وضع التشريعات، ثم انتقل للتركيز في سياسات الحكومة، حيث تمحورت موضوعاته حول السياسة النقدية للسنة المالية، والرعاية الصحية، ثم الطاقة، وكرس جهوده لتعزيز الأمن والقوة الاميركية والقيادة العالمية.
مسار عمل AEI
انتقل معهد AEI من نيويورك إلى واشنطن عام 1943، وذلك بسبب الحاجة إليه زمن الحرب العالمية الثانية. ولم يقتصر دور المعهد على تقييم السياسة الأميركية، بل قدم الأدلة والبراهين الصالحة لبناء مجتمع ليبرالي حرّ، مع دور محدود للحكومة. مما جعل المعهد متفرداً بعمله عن غيره من المؤسسات المشابهة، وخاصة مؤسسة "راند" التي تأسست عام 1944.
بين عامي 1954 – 1980، أصبح المعهد بقيادة "باروداي" الذي شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للمعهد فيما بين 1954 – 1962، ثم رئيساً له في الأعوام 1962 – 1978، حيث اتخذ المعهد شكله المؤسسي، وتوسع نفوذه، وثقله الفكري، حيث صارت منشوراته توزع على نطاق كبير، كما جرى توسيع ميزانيته المالية، وصارت أعماله أكثر تحديداً وتركيزاً.
وفي العام 1977 انضم الرئيس الأميركي جيرالد فورد إلى أسرة المعهد، وكان ينتمي إلى الحزب الجمهوري، ترأس الولايات المتحدة الأميركية ما بين 1974 – 1977، وتأسس في عهده "المنتدى العالمي" التابع للمعهد والذي استضاف عدداً كبيراً من الباحثين.
وفي عهد الرئيس رونالد ريغان (1981-1989) وظهور المحافظين الجدد، رحل عدد من موظفي المعهد للعمل في الإدارة الأميركية، وترافق ذلك مع نمو لنشاط المعهد.
أما في عهد إدارة الرئيس جورج بوش الإبن، فقد خدم أكثر من 20 موظفاً من المعهد في إدارة بوش الإبن، حيث سلط الأضواء على قسم السياسة الخارجية، وخصوصاً برنامج دراسات الشرق الأوسط، والحرب على العراق، ويُذكر أنه كان لبعض الموظفين انتقادات حول طريقة تعامل إدارة بوش مع الحرب على العراق، وكذلك الإقتصاد.
اهتمامات AEI
اهتم المعهد بكل ما يتعلق بالسياسة الخارجية والدفاع الخاصة بالمصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم، حيث يُعنى المعهد ببحث كل أوجه التهديد المحتملة للولايات المتحدة، كما يهتم بتعزيز العلاقات مع الدول الحليفة لأميركا، وعلى رأسها الكيان الإسرائيلي.
ركز قسم الدراسات الخارجية والدفاعية اهتماماته خارج أميركا، وارتبط بالمحافظين الجدد وناشطيه البارزين في مجال السياسة الخارجية مثل ريتشارد بيرل، وبول وولفوفيتز، وجون بولتون.
وكان الباحثون في قسم الدراسات الاستراتيجية يقومون بتحليل الواقع والمعطيات لكل بقعة في العالم، والقضايا الحاصلة على المدى القصير أو الطويل، ومدى تأثيرها على أمن الولايات المتحدة، وقدرتها على قيادة العالم دولياً.
أبرز باحثي AEI
جون بولتون: من المحافظين الجدد، وأحد صقور عهد جورج بوش الإبن، وقد تدرج في مناصب حكومية عدة قبل أن يتبوّأ منصب نائب وزير الخارجية، معروف بمواقفه الداعمة لإسرائيل، من مهندسي الغزو الأميركي للعراق 2003.
بول وولفوفيتز: يهودي، ينتمي للحزب الجمهوري الأميركي، عالم سياسة وأفتصاد، سياسي ودبلوماسي ومصرفي. شغل منصب رئيس البنك الدولي قبل توليه منصب مساعد وزير الدفاع الأميركي، من مهندسي الغزو الاميؤركي للعراق 2003. لديه علاقات قوية مع الكيان الاسرائيلي.
مايكل روبن: يهودي، باحث مقيم في معهد AEI. حاصل على دكتوراه في التاريخ من جامعة يال، وماجستير من الجامعة نفسها، وبكالوريوس في عالم الأحياء من الجامعة نفسها. عمل مستشاراً لمكتب الخطط الخاصة Office Special Plans التابع للبنتاغون، حيث اختصى في شؤون العراق وإيران خلال حرب الخليج الأولى في إدارة جورج بوش الإبن، قريب من المحافظين الجدد، عمل مع اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية. وكان من أبرز باحثي معهد المشروع الأميركي، ومعهد واشنطن (الخاص باللوبي الإسرائيلي)، ومنتدى الشرق الأوسط، ومستشاراً لشبكة العلاقات العامة- مجموعة لينكولن، التي كانت تهتم بنشر الدعاية الأميركية في الصحافة العراقية.
عايش مايكل روبن مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية في إيران، وكذلك أحداث اليمن والعراق في مرحلة ما قبل وما بعد الحرب، وقضى وقتاً مع طالبان قبل أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
الكاتب: نسيب شمس