يعد عمليات الاغتيال او التصفية الجسدية، من أخطر وأكثر الاعمال السرية، لدى أغلب اجهزة الاستخبارات في العالم. وغالباً ما نسمع ان شخصية سياسية او امنية او اقتصادية أو ذات مسؤولية حساسة، قد تعرضت لعملية استهداف مباشر، إما عبر التفجير من خلال العبوات الناسفة أو عبر إطلاق الرصاص (القناصة، هجوم)، أو من خلال التعرض لحوادث غامضة كحوادث السير او الموت المفاجئ او الحوادث العرضية بشكل تبدو طبيعية.
أغلب هذه الحوادث، هي من تخطيط وتنفيذ الأجهزة الاستخباراتية، ويكون لها عدة أهداف أهمها:
1)تنفيذ العمليات من اجل أهداف أكبر، تتجاوز الشخصية المغتالة، مثل الإطاحة وقلب الحكم، او إسقاط الحكومات، او اندلاع الحروب وأحداث الفوضى والتمرد وإحداث التغيير الشامل في الطبيعة السياسية. وهذا قد حصل في العديد من العمليات خاصة نلك التي نفذت في الساحات المناهضة لأمريكا، مثل ساحات المقاومة في العراق ولبنان (مثل اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وما تبعه من اغتيالات، واغتيال الشهيد السيد محمد باقر الحكيم)، أو في باكستان (اغتيال بناظير بوتو) وأفغانستان. أو من أجل محاولة إيقاف مسار تصاعد حركات المقاومة كما حصل في لبنان وفلسطين (مثل اغتيال القادة الشهداء الحاج عماد مغنية والحاج حسان اللقيس وسمير القنطار في لبنان، والقادة الشهداء يحي عياش ومحمود المبحوح في فلسطين).
2)ان يكون هدف العملية هو التخلص من الشخص بحد ذاته، على سبيل الانتقام منه لما حققه من إنجازات كبيرة وإفشال للمخططات استراتيجية كبرى (كما حصل مع الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما).
كما نستطيع القول إن هناك عمليات قد تدمج الهدفين معاً، مثل اغتيال العملاء (ذوي المناصب الرفيعة والشعبية الكبيرة) الذين لم يعد الجهاز الاستخباري بحاجة لوجودهم أو أظهروا تصرفات مناوئة لمشغليهم، فيتم قتلهم عبر طريقة غامضة، الامر الذي سيتيح فرص الاستغلال أو إثارة الفوضى وإشعال الحروب.
قتلة للايجار!!
بعض الأجهزة الاستخباراتية لا ترسل أفرادها وعناصرها، لتنفيذ عمليات الاغتيال هذه بأنفسهم، خصوصاً مع تطور الأجهزة الأمنية وقدراتها على الصعيد الفني والبشري، مما بات يمكنها من رصد وتعقب العملاء مسبقاً، أو اكتشاف هوياتهم واساليبهم لاحقاً. الأمر الذي سيشكل ازمة كبيرة لهذا الجهاز الاستخباراتي، حتى ولو نفذت العملية في بلد محايد أو صديق.
لذلك تلجأ هذه الأجهزة في بعض الحالات والاحيان، إلى تجنيد مرتزقة أو توكيل أطراف محلية من أجل تنفيذ هذه العمليات، لا سيما إن كانت هذه الجهات تمتلك القدرة والفرق على تنفيذ ذلك.
استراتيجية فاشلة مع محور المقاومة
على الرغم من أن محور المقاومة بقواه ودوله، قد تعرض طوال كل فترة وجوده، للعديد من عمليات الاغتيال الاستخباراتية، التي أودت بحياة الكثير من القادة. إلا ان هذه القوى استطاعت تخطي هذه عمليات بقوة ملفتة، تؤكد على أن الصراع هو صراع عقول وارادات وليس صراع اشخاص سينتهي الصراع بغيابهم. كما استطاعت هذه القوى تعويض غياب هؤلاء الشهداء القادة ، بشكل كبير ومضاعف، من خلال تقديم أجيال جديدة من القادة والكوادر، الذين استطاعوا اثبات فشل هذه الاغتيالات، بل وإشاعة مشاعر الندم عند الإسرائيليين والامريكيين لتنفيذهم هذه العمليات.
الكاتب: غرفة التحرير