مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في آذار 2022، تشهد الساحة اللبنانية تحركات واسعة للولايات المتحدة وزيارات مبعوثيها تتزايد في الأيام الأخيرة عند كل مستجد وحدث، بالإضافة الى النشاطات الكثيرة للسفيرة الأمريكية دوروثي شيا وجولاتها ولقاءاتها بالعديد من المسؤولين في الدولة اللبنانية بخلاف الأصول القانونية والأعراف والاتفاقيات الدبلوماسية وخاصة زيارتها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في مكتبه في ثكنة المقر الجمعة الماضي.
واليوم، زيارة تعتبر "مهمة" من حيث الشخصيات إذ ان وفد من النواب في الكونغرس الأمريكي، من أصول لبنانية، ويعتبرون مؤثرين في العلاقات اللبنانية – الامريكية ومن بينهم:
_ دارن لحود:
من الحزب الجمهوري، في آذار الماضي تم تعيين لحود للعمل في لجنة الاختيار الدائمة بمجلس النواب حول الاستخبارات التي تشرف على وكالات الاستخبارات في البلاد بما في ذلك مكونات وزارات الدفاع والأمن الداخلي والعدل والدولة والخزانة والطاقة، ويعمل لحود أيضاً في اللجان الفرعية "لمكافحة الإرهاب" والاستخبارات المضادة والانتشار لتحديث الاستخبارات والجاهزية.
يشارك حاليًا في رئاسة مجموعة العمل الأمريكية الصينية، والتجمع الأمريكي-البرازيلي، ومجمع التجارة الرقمية، وتجمع "الصداقة" بين الولايات المتحدة ولبنان.
انتخب عام 2018 للعمل في لجنة الطرق والوسائل، كان عضوأ في مجلس الشيوخ لأربع سنوات (2011-2015)، كما عمل مساعد مدعي عام في وزارة العدل الامريكية، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب كان من داعمي التحقيقات بشأن الاتهامات لروسيا بالتدخّل في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
_ داريل عيسى:
من الحزب الجمهوري، التحق عيسى بالجيش الأمريكي عندما كان طالباً في المدرسة الثانوية، حصل على منحة دراسية من تدريب ضباط الاحتياط، بعد التخرج، تم تكليف عيسى كضابط بالجيش، وفي النهاية حصل على رتبة نقيب، وأنهى خدمته العسكرية في عام 1980.
ثم صار عضو بارز في اللجنة القضائية في مجلس النواب ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وعمل سابقًا في لجنة مجلس النواب الدائمة المختارة للاستخبارات، ولجنة الطاقة والتجارة، ولجنة الأعمال الصغيرة.
_ دان كيلدي:
عضو في لجنة الطرق والوسائل، يعمل عضو الكونجرس كيلدي في اللجنة على خفض تكاليف أقساط الرعاية الصحية والأدوية، وحماية الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، والتفاوض بشأن صفقات التجارة "العادلة". عندما "احتُجز" أمير حكمتي، وهو مواطن أمريكي ومحارب قديم في مشاة البحرية الأمريكية كسجين سياسي في إيران، عمل كيلدي على التفاوض لإطلاق سراحه.
ضبابية سياسة الإدارة الامريكية في لبنان
والمهمة الأساسية للوفد ستكون تقصي الحقائق واستطلاع الأوضاع مع السفيرة شيا التي منحتها وزارة الخارجية الامريكية مزيدأً من الصلاحيات في هذه القضية، على ان يعود الوفد الى إدارة البيت الأبيض بالملاحظات والمعلومات والتقارير حول تقييم آخر المستجدات في الساحة اللبنانية في مرحلة حساسة من التوترات السياسية والأمنية التي يعيشها البلد اليوم، بالإضافة الى تقديم وجهات نظرهم الى الرئيس جو بايدن بشأن السياسات الامريكية المستقبلية تجاه لبنان.
في المقابل يبدو – من خلال الزيارات المتكررة للمبعوثين الأمريكيين وأهدافها - ان إدارة البيت الأبيض الحالية مع قدوم بايدن لا تملك استراتيجية ورؤية واضحة لسياستها في لبنان، وتترك أمورها للسفيرة شيا التي أظهرت تخبّطاً في الفترة الأخيرة لا سيما بعد استقدام حزب الله المشتقات النفطية الإيرانية وكلّفت قرارتها غير المدروسة – استقدام الغاز المصري عبر سوريا – "تنازلات" جدية لواشنطن في المنطقة، فالضبابية تخّيم على قرارت بايدن بشأن الساحة اللبنانية، هل تستمر الولايات المتحدة في حصار لم يؤتي نتائجه؟ أم تجبر على بحث التوصّل الى تسوية؟
تدخلات صارخة
ان اللافت والمؤشر الجدي الخطير ان الوفد لديه برنامج شامل لمناقشة أمورٍ تعتبر شائكة في البلد ومنها البحث بشأن لجنة مستقلة للأشراف على العملية الانتخابية القادمة في الاخل كما في إقتراع المغتربين بالإضافة الى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت والمفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية مع كيان الاحتلال، كما.
وسيلتقي الوفد بمن يسميهم "جماعة المعارضة" (المجموعات غير الحكومية)، وكذلك من المرتقب ان يتقي الوفد الاثنين المقبل رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش جوزيف عون كما وزير الداخلية بسام مولوي، والفريق الذي اختارته الحكومة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي بالإضافة الى وكالات الأمم المتحدة.
الكاتب: غرفة التحرير