ما زالت محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي، تثير علامات الاستفهام والشكوك، عند الكثير من القوى العراقية وغيرها في المنطقة، إضافة لتوجيه العديد من القوى والدول، بيانات الاستنكار والاتصال بالرئيس الكاظمي، وتهنئته بالسلامة وإدانة هذه المحاولة.
ومن أبرز الدول التي استنكرت محاولة الاغتيال هذه، هي الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث يقوم حالياً قائد قوة القدس العميد إسماعيل قآاني بزيارة للعراق، بعد أن وصل اليه بالأمس. وتتحدث بعض الوسائل الإعلامية أنه اجتمع بالرئيس الكاظمي وأبلغه رسالة حازمة من بلاده، برفض ما حدث واعتباره اعتداء عليها قبل أن يكون على العراق. واكد العميد قآاني على استمرار وقوف إيران على مسافة واحدة من جميع الأطراف. كما التقى العميد قاآني رئيس الجمهورية ومسؤولين آخرين، مشدداً خلال لقاءاته على حاجة العراق للمحافظة على استقراره والحفاظ على الوحدة الداخلية. مؤكداً على ضرورة الابتعاد عن أي عمل يهدد أمن البلد، وضرورة تلبية مطالب الشعب والمعترضين بشكل قانوني (في إشارة لاعتصام القوى الشعبية المعترضة على تزوير نتائج الانتخابات النيابية التي أجريت الشهر الماضي، وما تعرض له المتظاهرين منذ يومين من اعتداء وإطلاق للنار).
كما أن هناك الكثير من قوى المقاومة في العراق ولبنان، استنكرت محاولة الاغتيال هذه، مثل عصائب أهل الحق التي صرح أمينها العام الشيخ قيس الخزعلي بضرورة التحقيق في الحادث، والكشف عن كيفية حصوله ومن يقف خلفه، خاصة لناحية توقيته المريب (بعد ساعات من مطالبة الفصائل العراقية المختلفة بمعاقبة ومحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين)، إضافة إلى أنه قد حذر سابقاً من محاولة بعض الجهات لتنفيذ أعمال امنية في منطقة الخضراء بغية اتهام المتظاهرين بالمسؤولية عنها.
أما حزب الله فقد أدان العملية، مطالباً بالتحقيق الدقيق فيها لمعرفة المسؤولين عنها، لأنها تهدف الى إيقاع الفتنة والفوضى في العراق.
شكوك وعلامات استفهام
من جهة أخرى، تضج وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، بالمنشورات والمقالات والمواد التي تتحدث عن عدة أمور ونقاط، تثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول هذه العملية وحصولها. ومن أبرز هذه النقاط:
1)كيف استطاعت هذه الطائرات بدون طيار الثلاث، اختراق المنطقة التي تغطيها منظومة الدفاع الجوي الخاصة بالسفارة الأمريكيةC-RAM ، دون أن تعترضها وتسقط أي من هذه الطائرات.
2)بعض الصور التي انتشرت حول إحدى هذه الطائرات تعود لأعوام سابقة.
3) رد الفعل السريع من قبل وسائل الإعلام والشخصيات التابعة والقريبة من الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة، على حادثة الهجوم وتوجيههم الاتهام بسرعة الى فصائل المقاومة بالتورط في هذا العمل. كما كان وما يزال يحصل في لبنان، عبر اتهام حزب الله بالمسؤولية عن أي اغتيال او تفجير، مباشرة بعد حصوله ودون أي دليل حسي.
4) استثمار هذا الهجوم في التصويب على كل حركات المقاومة في المنطقة، من خلال الترويج لمسلسل من العمليات المشابهة سيطال بعض الساحات أيضاً مثل لبنان. وهذا ما يثير الشكوك أيضاً حول من قد يكون منفذ هكذا اعتداء.
فرصة للمقايضة؟
وبعيداً عن التشكيك بحصول المحاولة من عدمه، فإن لا شك فيه بأن هذه الحادثة ستفتح الأبواب أمام احتمال بدء مفاوضات ومقايضة في الكواليس من أجل حل العديد من الإشكاليات، تبدأ من نتائج الانتخابات ولا تنتهي عند رئاسة الحكومة ومن قد يتولاها، ولا تخفى على أحد من الأطراف، رغبة الكاظمي الشديدة في التجديد له من أجل ولاية أخرى في هذا المنصب.
الكاتب: غرفة التحرير