بعد انهيار خط الدفاع الأخير الذي كان قد استحدثته قوات الإصلاح وتلك التابعة للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، عمل الجيش واللجان الشعبية على نقل العمليات العسكرية إلى بوابة مأرب الجنوبية، في عملية مباغتة استطاعت بها اطباق الحصار على جبهات المدينة الثلاث، وعزلها عن كل خطوط الامداد الرئيسية التي كانت تعتمد عليها قوات هادي في تعزيز مواقعها القتالية والتي أوشكت على الانهيار الكامل بعد انهاكها خلال 72 ساعة الماضية والتي استمرت بها المعارك بشكل كثيف.
حققت قوات صنعاء تقدماً ميدانياً على غير مسار، كان الأول باتجاه منطقة الفلج، بينما كان الاتجاه الثاني باتجاه منطقة ام الريش التي سقطت القاعدة العسكرية فيها والتي تعد آخر قاعدة عسكرية سعودية في تلك المنطقة بيد الجيش واللجان، إضافة لأطراف البلق الشرقي، والتي تعتبر من أكثر المناطق تحصيناً.
وفي السياق، فقد شهدت المناطق التي تقع شرق الجوف في الساعات الأخيرة الماضية عملية عسكرية انطلقت من الجوف -معسكر الخنجر- استطاعت بها قوات صنعاء الوصول إلى الطريق الدولي الذي يربط بين حضرموت ومأرب. إضافة لمنطقة الرويك التي تقع شرقي صافر، المنطقة النفطية، حيث سيطرت على مساحات واسعة فيها.
وعلى الرغم من الاسناد الجوي، والقصف العنيف الذي واكب تقدم الجيش واللجان، إلا ان العملية أسفرت عن وصول قوات صنعاء على المناطق المشرفة على مدينة مأرب من الناحية الجنوبية بما فيها منطقة الأشراف والأعيرف، لتكون بذلك وبعد وصولها إلى الفلج قد سيطرت على 90% من سد مأرب.
يوازي هذا التقدم الذي يحدث بشكل أسرع مما كان متوقع، خلافات واسعة وتبادل اتهامات بالخيانة بين صفوف القوات المقاتلة التابعة للتحالف، خاصة بعد وقوف كبرى القبائل خلف الجيش واللجان كقبيلة عبيدة والتي أصدرت بياناً أكدت فيه على ان "المعارك أصبحت قاب قوسين أو أدنى من مركز المحافظة ومديرية الوادي" معلنة أن "أبناء عبيدة لن يسمحون بأي تمركز وتحصن في الوادي يكون سبب في تدمير بلادهم وتهجير أبنائها كما حصل لباقي المديريات الأخرى..".
هذا وقد شهدت الساعات الأخيرة الماضية عملية اغتيال نائب رئيس جامعة عدن، وهو قيادي في حزب الإصلاح المدعوم سعودياً، والذي وجه بدوره أصابع الاتهام إلى رئيس الحكومة المدعومة من التحالف معين عبد الملك، بتحميله مسؤولية هذه الجرائم التي تقع في المناطق الواقعة تحت سيطرة هذه الحكومة أمنياً، بينما أفادت معلومات عن اتهام الإصلاح للانتقالي بالوقوف خلف عملية الاغتيال هذه، بعد تراكم الخلافات بين الجانبين والتي تعكس حجم الخلافات بين السعودية والامارات وعلى غير صعيد.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
الكاتب: غرفة التحرير