في ظل التنافس المحموم (الصراع) بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وما تحضر له واشنطن من تركيز لجهودها وجهود حلفائها على ذلك، خلال المرحلة المقبلة. تصاعدت التوترات ما بين الصين وتايوان، لا سيما في "المنطقة الرمادية" عبر مضيق تايوان. حيث أرسلت الصين منذ بداية هذا الشهر، أكثر من 150 طائرة عسكرية إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية، في محاولة لترهيب الحكومة هناك. كما أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني في الأيام الأخيرة أيضًا، تدريبات إنزال برمائية كبيرة، على جانب البر الرئيسي للمضيق، في استعراض واضح للقوة وعلامة على تصاعد التوترات في المنطقة. خاصة مع التحذيرات التي يطلقها المسؤولين التايوانيين مثل الرئيسة "تساي إنغ ون" ووزير الدفاع " تشيو كو تشنغ"، التي تساهم في مضاعفة التوتر في هذه المنطقة، عبر الإيحاء بأن الصين ستغزو الجزيرة في أقرب فرصة، وذلك لتعبئة وتحريض دول العالم عليها، وعلى رأس هذه الدول أمريكا.
فالإدارات الأمريكية كانت وما تزال، من أشد الداعمين لانفصال الجزيرة عن الصين، وإعلان سكانها الاستقلال (الذي يشكل خطاً أحمراً لدى الإدارة الصينية). ولا تكتفي بتقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي لها، بل تقدم لها أيضاً كافة أشكال الدعم العسكري أيضاً.
فيما تكمن وجهة نظر بكين في أن تايوان ليست سوى مقاطعة انفصالية، يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، وسيتعين عليها في النهاية العودة للوحدة مع بقية الصين. كما يواصل قادة الدولة الصينية وعلى رأسهم رئيس الحزب "شي جين بينغ"، الضغط من أجل ما يسموه "إعادة التوحيد السلمي" دون استبعاد خيار استخدام القوة العسكرية. ف"بينغ" يعتبر أن إعادة التوحيد تشكل هدفًا يؤمن ما يسميه حلم الصين في "تجديد الشباب الوطني".
صراع تاريخي طويل
للصراع بين الصين وتايوان تاريخ طويل، ساهمت أمريكا في جعله مشتعلاً في أغلب الأحيان، وهذه اهم الأحداث والمحطات التاريخية:
_ اندلاع الحرب الأهلية في نيسان من العام 1927، بين القوات الموالية للحزب القومي الصيني "كومينتانغ" التي كانت تسيطر على البلاد، والقوات الموالية للحزب الشيوعي الصيني.
_ أستمر الصراع ما بينهما من العام 1927 وتوقف في العام 1941، ثم عاد من العام 1945 إلى العام 1950، ومنذ ذلك الوقت لا اتفاقيات سلام بين الطرفين.
_ فصلت الحرب الصينية اليابانية الثانية ما بين هاتين المرحلتين (في الفترة من العام 1937 حتى العام 1945). وكان من أهم نتائج هذه الحرب، ما اعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ الصين الحديث، حينما سيطر الحزب الشيوعي الصيني، على منطقة بر الصين الرئيسية بأكملها تقريباً، وإقامته لجمهورية الصين الشعبية الحالية ليحل محل جمهورية الصين وسلطة الحزب القومي. وهنا بدأ الصراع ما بين الطرفين الذي أخذ أبعاداً سياسية وعسكرية دائمة بينهما، على مضيق تايوان من جهة، وعلى الاعتراف بأنهما دولتين منفصلتين من جهة أخرى.
الكاتب: غرفة التحرير