يتعرض الوجود العسكري التركي المحتل منذ أشهر، في منطقة شمال سوريا ومدينة إدلب، الى سلسلة عمليات استهداف لقواته، توحي بأن المنطقة قد تكون مقبلة على تحرك عسكري واسع النطاق، إما من الجيش السوري أو من قبل الجيش التركي ضد الجماعات الكردية.
ففي آخر عمليات الاستهداف هذه، أصيب عدد من الجنود الأتراك، جراء انفجار عبوات ناسفة بآلياتهم العسكرية، عندما كانت تقلهم على الطريق ما بين مدينة إدلب وبلدة سرمدا، قرب بلدة معرة مصرين. وقد أظهرت صور التقطها نشطاء من سكان هذه المنطقة، تعرض هذه الآليات لأضرار كبيرة. فيما كشف هؤلاء الناشطين بأن الهجوم قد نجم عنه، مقتل جنديين وجرح ثلاثة آخرين، فيما لم يصدر أي بيان رسمي عن وزارة الدفاع التركية يتحدث عن الهجوم وتفاصيله.
حصل هذا الهجوم بعد أيام، من تنفيذ مجموعات كردية هجوم ضد ألية عسكرية تركية في منطقة أعزاز، تم بواسطة صاروخ موجه وأدى لسقوط جنديين قتلى. وتأتي هذه العمليات ضمن سلسلة من عمليات استهداف طاولت وحدات الاستخبارات والجيش التركي في منطقة إدلب ومحيطها، خلال الأشهر القليلة الماضية.
أنقرة تستعد لحملة ضد الأكراد
هذه العمليات دفعت بالمسؤولين الأتراك الى التصريح، بأن حكومة بلادهم تستعد لشن عملية عسكرية ضد قوات قسد في شمال سوريا، ردا على هذه الهجمات. لا سيما إذا فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محادثاته المرتقبة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في الوصول الى تسوية سياسية لهذه المشكلة. حيث من المفترض أن يجتمع الرئيس أردوغان بالرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، خلال انعقاد قمة دول الـ 20 في العاصمة الإيطالية روما نهاية شهر تشرين الأول الجاري.
ويتحدث المسؤولون الأتراك بأنه بات من الضروري لأمن بلادهم، طرد هذه القوات الكردية من منطقة تل رفعت التي تنطلق منها الهجمات ضدهم باستمرار، ودفعهم الى الوراء مسافة 30 كم، وعلى هذا الأساس انطلقت استعدادات كلاً من الجيش والاستخبارات.
وكان أردوغان قال علق بعد هجوم أعزاز، بأن حكومته مصممة على القضاء على التهديدات القادمة من شمال سوريا، واصفاً الهجوم بأنه القشة التي قصمت ظهر البعير.
وعلى صعيد آخر، القت الطائرات الحربية الروسية منذ أيام، منشورات تحذيرية على المسلحين المدعومين من تركيا، في مدينتي اعزاز وماري الشماليتين، ما يوحي ببوادر عملية هجومية للجيشين السوري والروسي، قد تنفذ على هذه المناطق قريباً.
الوجود التركي في هذه المنطقة
_ بدأ عمليات الاحتلال التركي منذ العام 2016.
_ قام الجيش التركي بتنفيذ ثلاث عمليات عسكرية ضد المنطقة الشمالية لسوريا، مستغلاً انشغال الجيش السوري بمحاربة التنظيمات الوهابية الإرهابية.
والعمليات هي: درع الفرات (2016 – 2017) – غصن الزيتون (2018) – نبع السلام _2019).
_ تحتل تركيا ما مساحته 8835 كم² من الأراضي السورية، أي أكثر من 1000 بلدة، ويساعدها في ذلك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، التي يتزعمها أبو محمد الجولاني.
_ تصر الدولة السورية على أن هذه الأراضي محتلة من قبل الدولة التركية، وعلى أنها ستقوم بواجب تحريرها.
الكاتب: غرفة التحرير