كانت انطلاقة عمل حزب الله في لبنان من أرض الجنوب المحتلّة، ومنها برز أفراد ومقاومون ثبتوا أسس المقاومة في تلك المنطقة وأطلقوا أولى مواجهاتها وعملياتها العسكرية ووضعوا نواة الكوادر والتدريب.
حسن الحاج، انضم الى حزب الله في ثمانينيات ويعتبر من أحد مؤسسيه، وقائد لوحدات عسكرية، اشتهر أولاً بعمله في منطقته إقليم التفاح وجبل صافي حتى تكنّى باسمها وصار يعرف بأبو محمد الإقليم، ثم انتقل في مسيرة المقاومة الى سوريا وكان مسؤولا أيضاً عن كثير من العمليات العسكرية في المناطق.
في جنوب لبنان
وكان الشهيد أبو محمد الإقليم قائد المقاومة في منطقة إقليم التفّاح لمدة سبع سنوات له بصمات نوعية في عمليات المقاومة، وكان أحد المسؤولين عن الجبهة الأمامية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، يصفه عارفوه بـ "أحد أعمدة المقاومة"، كان المخطط والمنفذ للعديد من المهمات والعمليات العسكرية التي حققت أهدافها في الاحتلال وعملائه في الجنوب وكبّته الخسائر الفادحة، حتى انسحاب الاحتلال من جنوب لبنان عام 2000. ويُذكر ان أثناءها تعرّض الشهيد لهجومين عنيفين وحُوصر مع 30 مقاوماً في الإقليم من قبل الاحتلال، لا يكنّه لم يكن ليستسلم رغم شدّة الظروف، حيث طلب من المقاومين إطفاء أجهزتهم اللاسلكية، إذ "لا مكان للتراجع أو الانسحاب".
وخلال السنوات الست التي تلت التحرير، صبّ الحاج ماهر- وهو أحد ألقابه العسكرية أيضاً- جهده في تعزيز وتطوير خطوط المواجهة المباشرة للمقاومة مع الكيان الإسرائيلي بحيث صار على تماس أكثر معه ومطّلعاً لطبيعة عمل هذا الكيان ومدركاً لتكتيكاته وتحركاته، وكان له الدور الكبير في انتصار تموز عام 2006.
وتميّز الشهيد أبو محمد بشخصية أمنية عالية المستوى، فلا يُرى كثيراً ولم يكن يعرف طبيعة عمله العسكري الا المقربون منه في حزب الله.
العمل في سوريا
انتقل الشهيد أبو محمد الى العمل للدفاع عن المقاومة والمقدسات في سوريا حاملاً معه الخبرات العسكرية والأمنية التي اكتسبها من الجنوب، فكان قائد للعمليات في العديد من المناطق السورية التي شهدت معارك واسعة مع الجماعات الإرهابية حيث كان قائد عمليات حزب الله في القلمون وفي إدلب، وأشرف ميدانياً على المقاومين وسير المعارك، وهناك كانت شهادته في العاشر من شهر تشرين الأول عام 2015، وكان الشهيد يعرف بعلاقات المحبّة مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن الله ومع قادة الحرس الثوري الإيراني.
الكاتب: غرفة التحرير