لم تعد تعتبر وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أن أفغانستان تمثّل أكبر تهديد لبلادها، بل صارت 4 دول عربية هي التي تمثل هذا التهديد: العراق، سوريا، اليمن، الصومال. وقد جاء هذا الإعلان عبر مديرة الوكالة "أفريل هاينز"، خلال مشاركتها في المؤتمر السنوي للاستخبارات والأمن القومي بالعاصمة واشنطن، حينما قالت إن أفغانستان لم تعد على قمة اهتمامات بلادها، بالنسبة للتهديدات الإرهابية الدولية لها. مضيفةً بأن هذا موقف الإدارة الأمريكية بالرغم من مخاوف بعض المنتقدين، الذين يجادلون بأن أفغانستان يمكن أن تصبح ملاذًا للتنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة"، ليقوموا بإعادة تجميع صفوفهم بعد الانسحاب الأمريكي. واعتبرت "هاينز" أن التهديدات الإرهابية التي تأتي من هذه الدول الأربعة ومن داعش، تشكل خطرا أكبر من تلك التي قد تأتي من أفغانستان.
ساحات محور المقاومة: أبرز دول التهديد
لا يمكننا إلا التوقف ملياً، أمام الدلالات المبطنة لتقييم المديرة "أفريل هاينز"، التي تعتبر المشرفة على شؤون وخطط جميع وكالات الاستخبارات الامريكية ال 17، ومن ضمنها أهم وكالتين للاستخبارات الخارجية: الاستخبارات المركزية C.I.A ووكالة الأمن القومي N.S.A.
أما أهم الدلالات:
_ ثلاث دول من محور المقاومة: سوريا، اليمن، والعراق، ستكون من ساحات عمل وتجسس هذه الوكالات الاستخباراتية، عبر جميع أجهزتها البشرية والتكنولوجية.
_ رغم الاتفاق الرسمي على الانسحاب القتالي للجنود الأمريكيين من العراق آواخر هذا العام، وما يحكى عن انسحاب بالتزامن معه في سوريا. فإن كلام "هاينز" يكشف أن أمريكا تواجه تهديداً قوياً، يمس بمصالحها الاستراتيجية في هذين البلدين، من خلال تواجد فصائل المقاومة والحشد الشعبي في العراق، ومن خلال وجود الجيش وحلفاءه في سوريا. ما يعني أن واشنطن من الممكن أن تلجأ لتنفيذ عمليات استخباراتية بواسطة عملائها أو عبر وكلائها، لضمان مصالحها في البلدين (عمليات اغتيال، قصف مجهول الهوية، طائرات بدون طيار انتحارية،...).
_ اعتبار "هاينز" أن هذه الدول ستشهد عودة لنشاط تنظيم داعش أيضاَ، يعني أن هذه الدول قد تشهد في المستقبل القريب، عمليات تفجير انتحارية بشكل مكثف.
_ أن الأمريكيين يخافون من اليمن، لناحية تهديد مصالحهم في مضيق باب المندب، الذي يربط بين خليج عدن وبحر العرب بالبحر المتوسط عبر البحر الأحمر وقناة السويس. إضافة إلى أن صمود الشعب والجيش واللجان الشعبية في اليمن، وتحقيقهم للإنجازات الكبيرة، وإفشال العدوان الأمريكي السعودي على بلدهم، يكشف عن قلة الخيارات أمام الإدارة الأمريكية في ضمان مصالحها في هذه المنطقة ذات الأهمية الجيوستراتيجية القوية.
الكاتب: غرفة التحرير