فور فوز السيد إبراهيم رئيسي برئاسة الجمهورية الإسلامية أعلن عن نيّته تأليف "حكومة ثوريّة" توكل إليها مهام إحداث نهضة داخلية بالاستفادة القصوى من كل مؤسسات الدولة، ولإحداث خرق آخر في جدار الهيمنة الأميركية-الإسرائيلية، من خلال مد جسور التعاون مع مختلف دول العالم، لكن اللافت للانتباه هو اختياره الصديق المقرّب لقائد قوة القدس الشهيد قاسم سليماني، والمقرّب لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، والمؤمن بنهج الامام السيد علي خامنئي، لمنصب وزير الخارجية. هذا الأمر الذي جعل من حسين أمير عبد اللهيان "لؤلؤة التاج" في الحكومة الإيرانية الجديدة.
يُعتبر عبد اللهيان شخصية نموذجيّة جمعت بين الرصانة والإصرار في المواقف، والدبلوماسي الذي يتقن فن التفاوض والاقناع والسياسي الذكي الذي يعلم جيدًّا كيفية الوصول للهدف دون خسائر تذكر.
عُرف عن عبد اللهيان الذي ولد في دامغان عام 1964 والحائز على دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران، تواصله الدائم مع حركات محور المقاومة في لبنان وفلسطين، إضافة للتنسيق والتعاون والانسجام الكبير مع دول المحور من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن... والذي أعلن في أول تصريح رسمي له بعد توليه منصبه أنه "سيعمل على متابعة سياسة خارجية متوازنة ونشطة... ستكون أولويتي دول الجوار وآسيا".
أثناء توليه منصب سفير لدى عدد من بلدان المنطقة من بغداد (1997) إلى البحرين (2010)، ثم مسؤولًا في وزارة الخارجية لشؤون البدان العربية والافريقية، اكتسب عبد اللهيان خبرةً عميقةً جعلته مُلمًّا بكل الملفات السياسية والثقافية والاقتصادية للمنطقة ولدول محور المقاومة، فقد استثمر تلك الفترة لتشبيك علاقاته مع قيادات المحور وشعوب المنطقة بعيدًا عن الإعلام وخلف عدسة الكاميرا، فلم يكن وقتها مقيّدًا ببرتوكولات وزارة الخارجية.
وينقل عن بعض وسائل الاعلام الإيرانية أنه قد التقى السيد حسن نصر الله مرات عديدة ، والحال نفسها بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد وقادة الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس.
كما تذكر الأوساط الإعلامية ان حسين أمير عبد اللهيان قد مثّل بلاده في العديد من المحاضر الدولية التي كان يغلب عليها طابع الحساسية، كإشرافه على المفاوضات حول الاتفاقية الاستراتيجية مع الصين، ومشاركته في عملية التفاوض مع واشنطن في بغداد عام 2007.
في أولى زياراته الرسمية، مثّل عبد اللهيان إيران في مؤتمر بغداد، وبكلمة له باللغة العربية التي يتقنها إلى جانب الإنكليزية، شدد على ان "واشنطن ارتكبت جريمة كبرى في اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس"، وأكد على ان "دور دول المنطقة في دعم استقرار العراق بمشاركة دول الجوار وعلى رأسها سوريا والتدخل الأجنبي في المنطقة يؤدي إلى عدم الاستقرار فيها".
وكان عبد اللهيان قد زار موقع اغتيال الشهيد سليماني فور وصوله إلى العراق وقال "يجب محاسبة الحكومة الأميركية على جريمة اغتيال القائدين".
ولعبد اللهيان العديد من الكتب والمؤلفات:
- صبح الشام، سرد للأزمة السورية وهو كتاب صدر العام الماضي ووصل إلى نسخته السادسة مؤخرً،. وقد ألّفه بناء على طلب الشهيد قاسم سليماني.
- استراتيجية السيطرة المزدوجة الأميركية.
- ديموقراطية الصراع الأميركي في العراق الجديد.
- مجموعة من المقالات العلمية التي نشرت بالعديد من المجلات والصحف العالمية.
الكاتب: غرفة التحرير