قرر الجيش الأميركي عدم شراء منظومة "القبة الحديدية" للدفاع الجوي والمضاد للصواريخ، التي تنتجها شركة "رافائيل" للصناعات الدفاعية التابعة لحكومة كيان الاحتلال. ما يمثل انتكاسة كبيرة للحكومة، والصناعة العسكرية الإسرائيلية. واختارت أمريكا بديلاً عن القبة، شراء منظومة تنتجها شركة "داينتيكس" المملوكة لشركة "ليدوس" التابعة هي أيضاً لـ"لوكهيد مارتن" الأمريكية. وجرى اتخاذ هذا القرار بعد أن تم إجراء اختبار للنظامين في صحراء نيو مكسيكو.
وتحتوي منظومة "داينتيكس" التي يطلق عليها اسم الدرع المستدامة، على قدرات تمكنها من كشف الأهداف المعادية ضمن زاوية 360 درجة، مع إمكانية إطلاقها للصواريخ الاعتراضية على عدة أهداف عدة في الوقت عينه، من الطائرات بدون طيار وصواريخ الكروز والصواريخ وقذائف المدفعية والهاون.. كما أن تشغيلها يتصف بالسهولة، مع إمكانية دمجها لتتكامل مع منظومات دفاع جوي أخرى، مع توفير المرونة السيبرانية بالتزامن مع الحماية من هجمات الحرب الإلكترونية.
وهنا تلفت الإشارة بأن تكلفة الصاروخ في المنظومة الأمريكية (500 ألف دولار)، أعلى بكثير من تكلفة صاروخ "تامير" في القبة الحديدية (198 ألف دولار)، ما يكشف بأن هناك أمور دفعت الأمريكيين لاتخاذ هكذا قرار تتعدى نتائج الاختبار، ومنها فشل المنظومة خلال عدة محطات أساسية: معركة "سيف القدس"، صد صواريخ المقاومة الإسلامية في لبنان مؤخراً، الفشل في اعتراض صاروخين أطلقتهما منظومة سام 5 تابعة للجيش السوري.
الإخفاقات
_ رد المقاومة الإسلامية في لبنان الأخير: حيث أطلقت مجموعاتها 21 صاروخ، من مسافة قدرت بحوالي 14 كم، زعمت إسرائيل انها استطاعت اسقاط 10 منها، ما يعني انها فشلت بنسبة 50%، ضد صواريخ (غراد – 122 ملم)، فكيف سيكون الحال مع الصواريخ المجهزة بتقنيات التشويش الالكتروني؟!
_ معركة سيف القدس في أيار الماضي: كشفت هذه المعركة عن اخفاق كبير للمنظومة في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية، التي قدرت بحوالي 4300 صاروخ، اصابت أهدافها بنجاح تعدى نسبة ال60 %.
_ سقوط صاروخين من منظومات سام 5 السورية، في أراضي فلسطين المحتلة، بحيث وقع الأول بالقرب من مدينة ديمونا، والآخر (منذ أيام) لاحق الطائرات الإسرائيلية التي اعتدت على سوريا حتى حدود الأردن.
محور المقاومة يضرب قطاع الصناعات العسكرية الإسرائيلية
إذا أضفنا هذا الحدث إضافة للإخفاقات العديدة لهذه المنظومة، فإن لذلك تأثيرات سلبية شديدة على شركة "رفائيل"، ومن خلفها قطاع الصناعات العسكرية في كيان الاحتلال بشكل عام. فلطالما كانت إسرائيل تفتخر بجودة صناعاتها التسليحية، وتقوم بتسويقها للدول في العالم، بناءاً على تجاربها في لبنان وفلسطين. كما أن المبيعات السنوية لهذا القطاع تتخطى مليارات الدولار، ما يعني أن أقل صفقة فاشلة ستكون لها تداعياتها على صفقات محتملة أخرى. ولعل أبرز مثال على ذلك، ما حصل بعد حرب تموز، التي شهدت تدمير المقاومة لعشرات دبابات الميركافا – 4، ما دفع بالعديد من الدول أبرزهم تركيا، الى الغاء صفقات شراء هذه الدبابة.
الكاتب: غرفة التحرير