تسعى العديد من القوى والأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية وخصوصاً حزب القوات اللبنانية، الى إتمام قبضتها على معظم الحراك والغضب الشعبي وتصويب الأنظار عن مكامن الخلل في بنية لبنان الاقتصادية التي أودت بالبلاد الى ما هو عليه الآن، من شح على مستوى المعيشة والدخل وغياب أي حل على الصعيد السياسي.
فمنذ حراك السابع عشر من تشرين تدفع القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع نشطاء الحراك اضافة الى عناصرها للإصطدام مع خصومها السياسيين وتحديداً حزب الله، من خلال مجموعة من التحركات المشبوهة كقطع الطرقات واعتداءات لفظية وبدنية وإطلاق النار واستهداف القوى الأمنية وغيرها، يضاف اليها الكم الهائل من الضخ الإعلامي بهدف تحوير الانظار عن العلة الأساسية .
وأمام انكشاف توجهات الحراك المذكور وضعف أدائه على المستوى الوطني، وظهور ميوله وانتماءاته السياسية وعدم تحقيقه الشروط الأميركية المطلوبة، اضطرت هذه الاحزاب الممولة أميركياً وخليجياً الى العودة لتكون كما السابق رأس الحربة في مواجهة المقاومة، وهذا ما يفسر الحملة المستمرة عليها والصاق التهم بها دون اي براهين او معايير سياسية وأخلاقية .
وفي هذا الصدد ينطلق جعجع الى الرد على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بشكل مباشر، وعقد مؤتمره الصحفي لتوجيه الاتهامات ضد الحزب والدفاع عن البطريرك الراعي.
موضوعان أساسيان في كلام جعجع
الأول: حادثة شويّا التي حاول فيها اللعب على وتر التفرقة بين المقاومة وجمهورها والايحاء برفض الطوائف الأخرى مشروع المقاومة.
والثاني: موضوع مرفأ بيروت، الذي لم يستطع أحد في لبنان ولا في واشنطن ولا في الرياض بصياغة أي منطق يقضي باتهام حزب الله في هذه الحادثة، ما اضطره للقول أن حزب الله يحاول تحريض أهالي الشهداء ضد القضاء، رغم ضعف إسناده في تناول خطاب السيد نصر الله الذي صوب الأنظار نحو معرفة الحقيقة. وفي كلا الأمرين تخيب ظن جعجع لعدم تبيان الحجة بالحجة، والدليل بالدليل، ويبقى كلامه في إطار الخطابة، وتشويه الحقائق بطلب من حلفائه الاميركيين.
الكاتب: غرفة التحرير