لا يختلف اثنان على أن الكيان الاسرائيلي يعيش هذه الأيام هواجس كثيرة، بعد ردّ المقاومة الإسلامية بعشرات الصواريخ على الغارات الإسرائيلية بقصف مناطق مفتوحة في مزارع شبعا المحتلة، في إشارة قوية مفادها أنّ محاولة اي تغيير في قواعد الاشتباك لن تسمح بها، وانّ المقاومة لن تتوانى ولن تتأخر في الرد.
الناطق باسم اجيش الإحتلال "ران كوخاف"، قال" إن حزب الله" قد قام بإطلاق الصواريخ باتجاه مناطق مفتوحة في الجولان عن قصد، ما يدل أنه يأخذ بالحسبان قوة الردع الإسرائيلية وأنه غير معني بالتصعيد".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يدرس الطرق الملائمة للرد على القصف الصاروخي إضافة إلى نيران المدفعية".
وعقب رد حزب الله الصاروخي على غارة العدوّ الجوية الخميس، دعا رئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى اجتماع طارئ لكبار المسؤولين في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، بمن فيهم وزير الأمن بني غانتس، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، وآخرون، للبحث في خيارت "إسرائيل" الأخرى، في حين افصح الاعلام العبري عن مكالمة لغانتس، يطلب فيها من المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وجه الخصوص، مطالبة الحكومة اللبنانية بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
من جهتها، أدانت الحكومة اللبنانية الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، واعتبرتها -في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي- أعمالًا عدائية وانتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية ولقرار مجلس الأمن رقم 1701.
وبعد مئات الشكاوى اللبنانية وفي "سابقة جديدة"، قام الكيان الاسرائيلي بالشكوى على لبنان لدى مجلس الامن.
من جهته دعا الاعلام العبري الى مواجهة حزب الله، فاعتبر أنه اذا لم يرد الجيش الإسرائيلي على" لبنان وغزة " فالوضع سيكون خطيراً جداً.
ضو كنيست الاحتلال "إيتمار بن جبير" قال: "يجب أن يرد الجيش بقوة على قصف اليوم حتى لا تتحول كريات شمونة إلى غلاف غزة آخر".
فضلاً عن الإعتراف بالفشل الإستخباراتي حول قيام حزب الله بالرد فقد كانوا يعتقدون بأن حزب الله لن يرد.
الكيان الاسرائيلي فهم جيداً رسالة المقاومة الردعية، وأعلن الناطق بإسمه بأنه "لا مصلحة لنا في التصعيد والذهاب للحرب وسنحاول عدم تحويل لبنان إلى خط مواجهة" في مؤشر واضح على عودته إلى الانضباط بقواعد الاشتباك ومعادلات الردع التي تفرضها المقاومة، لأنه يعلم انّ ايّ تصعيد سيقابل بردّ قوي من المقاومة.
وكان حزب الله قد تبنى إطلاق القذائف الصاروخية على "إسرائيل" في بيان نشره وجاء فيه: "عند الساعة 11:15 دقيقة من قبل ظهر اليوم الجمعة ورداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم".
رسالة المقاومة الردعية كانت واضحة بوضوح المقطع المصور الذي بثه الاعلام الحربي لمشاهد "راجمة الصواريخ"، وأن الأزمة الخانقة التي يمرّ بها لبنان لا تؤثر على جهوزية المقاومة في مواجهة ايّ عدوان إسرائيلي محتمل، وان الاحتلال مخطئ، إذا اعتقد انه باستطاعته استغلال الأزمة الداخلية اللبنانية وتعقيداتها، وتنفيذ أي هجوم او اعتداء ضدّ لبنان دون رد.
الكاتب: غرفة التحرير