خسائر العدو الإسرائيلي خلال معركة طوفان الأقصى

الهجرة العكسية

أحدثت الأوضاع الأمنية في كيان الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى تحولاً في ظاهرة الهجرة المعاكسة لليهود من فلسطين، وقد وصل عدد الإسرائيليين الذين غادروا الكيان، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حتى الآن إلى أكثر من 470 ألفاً (بحسب موقع "زمان إسرائيل"). من بين الفئات التي سافرت خارج إسرائيل ورفضت العودة اليها هم الشباب الذين تم استدعاؤهم للتجنيد في الجيش للمشاركة في حرب غزة لكنهم رفضوا العودة.

ومن مؤشرات قياس الهجرة العكسية من إسرائيل إلى باقي دول العالم، عدد الرحلات اليومية في مطارات إسرائيل، فبحسب موقع "فلايت رادار 24"، بلغ عدد الرحلات الجوية من مطار بن غوريون لوحده 120 رحلة يومياً وبمعدل 24 ألف مسافر، وهو المعدل الأكبر المسجل في المطار على مدى الأشهر والسنوات الأخير. هذا من غير احتساب الرحلات الجوية من مطاري إيلات وحيفا، فإن المجموع يصبح نحو 40 ألف مسافر مغادر يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، بلغ عدد الإسرائيليين ممن يحملون جوازات سفر إسرائيلية ويقيمون بصورة دائمة تقريباً في دول عدة ولا يرغبون بالعودة إلى إسرائيل 800 ألف، بحسب موقع "the markerالإسرائيلي.

في هذا الصدد، اشارت القناة ال12 الإسرائيلية إلى أن عددًا كبيرًا من الإسرائيليين قدّموا طلبات لجوء إلى البرتغال بعد إعلانها السماح لليهود بالحصول على تأشيرات اللجوء، شرط حيازتهم على جواز سفر إسرائيلي. وبالمقابل كشف موقع أخبار تأشيرة شنغن الأوربي، عن ارتفاع طلبات الحصول على الجنسية من قِبل الإسرائيليين ومنها: البرتغالية بنسبة 68%، والفرنسية بنسبة 13%، والألمانية بنسبة 10%، والبولندية بنسبة 10%.

وفي خطوة تستند إلى الاهتمام المتزايد بالهجرة إلى إسرائيل من اليهود في الدول المؤهلة بعد 7 أكتوبر، أعلن وزير الهجرة والاندماج الإسرائيلي أوفير صوفر ووزير المالية بتسلئيل سموتريش في 14/2/2024 عن خطة لتقديم مكافآت مالية للمهاجرين الجدد "أوليم" الذين يستقرون في المناطق الحدودية الجنوبية أو الشمالية لإسرائيل أو في الضفة الغربية. في هذا السياق، يُشير استطلاع للرأي إلى أن حوالي 33% من الإسرائيليين يفكرون فعلياً بالهجرة (بحسب ما نقله موقع الجزيرة) بسبب سياسات حكومة نتنياهو. علماً أن نصف سكان الكيان ما زالوا يحملون جوازات سفر بلدانهم الأصلية (أشكيناز)، وبالتالي هم جاهزون لاستخدامها في حال اندلاع أي أزمة (عسكرية أو أمنية)، وهذا الأمر مرشح للتفاقم مع استمرار حرب غزة وتجاوزها الشهر السابع.

ومع إخلاء المستوطنين في غلاف غزة وفي شمال فلسطين المحتلة، بعيداً عن خطوط المواجهة ثمة 400-500 ألف مستوطن فقدوا مراكز استقرارهم، وفقدوا الشعور بالأمن، وتحولوا إلى عبء كبير على الحكومة الإسرائيلية.(بحسب أ. د. محسن محمد صالح) (نزوح داخلي).

منذ نشأة كيان الاحتلال كان المستوطنون يعملون على ترغيب أبناء دينهم للعودة إلى أرض الميعاد والأجداد كما يدعون، وعملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1948 على فتح باب الهجرة لليهود من شتى أصقاع العالم إلى فلسطين، والجدير بالذكر هنا أن "قانون العودة" الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية عام 1950 من القرن الماضي، يُعطي الحق لليهود بالهجرة إلى فلسطين "إسرائيل" والاستقرار فيها ونيل الجنسية الإسرائيلية، بهدف جذب يهود العالم إلى أرض فلسطين.

روزنامة المحور