الثلاثاء 18 شباط , 2025 03:16

شهيد الأمة السيد حسن نصر الله: من الأيديولوجيا إلى الاستراتيجية في دعم المقاومة الفلسطينية

السيد حسن نصرالله

في عالمٍ تتداخل فيه الأيديولوجيا مع الاستراتيجية، وتتشابك فيه معادلات القوة مع الحرب النفسية، كيف يمكن لقائدٍ أن يحوّل تيارًا مقاومًا من حركة احتجاجية إلى قوة إقليمية تُحسب لها ألف حساب؟ كيف استطاع سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله، بخطابه المتّقد، أن يعيد تشكيل الوعي الجماهيري ويوظّف علم النفس السياسي في معركة لا تقتصر على الميدان العسكري، بل تمتد إلى العقول والقلوب؟

منذ ظهوره في المشهد السياسي، لم يكن السيد نصر الله مجرّد زعيم لتنظيم مسلح، بل مهندسًا لمعادلات ردع جديدة، يُحسن قراءة خصومه ويستثمر في نقاط ضعفهم. كيف نجح في ترسيخ مفهوم أن "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"؟ وما الأدوات التي استخدمها لتفكيك صورة الجيش الذي لا يُقهر وتحويلها إلى عقدة وجودية في العقل "الإسرائيلي"؟

سنحلل في هذا المقال الدور المعقد للسيد نصر الله في صياغة معادلات المقاومة وتحدي الهيمنة الصهيونية، وذلك من خلال تفكيك خطابه الأيديولوجي، وتحليل استراتيجياته العسكرية، وفهم ديناميات تحالفاته الإقليمية والدولية.

إعادة تشكيل معادلات القوة

في ظل تحولات السياسة الإقليمية وتشابك المصالح بين القوة العسكرية والتأثير الأيديولوجي والإعلامي، تتشكل خريطة النفوذ بأساليب تتجاوز الأدوات التقليدية. في هذا المشهد، يبرز سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله كأحد أكثر القادة تأثيرًا في المنطقة، ليس فقط بصفته زعيمًا لحزب الله، ولكن أيضًا لدوره المحوري في دعم المقاومة الفلسطينية وتوجيه مسارها من انتفاضة الحجارة إلى عملية طوفان الأقصى.

1. الإطار الأيديولوجي والفكري: نحو نموذج عالمي للمقاومة

لم يكن السيد حسن نصر الله مجرد قائد عسكري، بل كان مفكرًا استراتيجيًا استطاع أن يؤسس لأيديولوجيا مقاومة تتجاوز الحدود الجغرافية والطائفية. لقد أدرك مبكرًا أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ليس صراعًا دينيًا أو عرقيًا، بل هو صراع ضد الاحتلال والظلم، مما مكّنه من تحويل القضية الفلسطينية من مسألة قومية عربية إلى قضية إنسانية عالمية.

في تحليلنا لنماذج "المقاومة الفكرية"، نركز على قدرة الخطاب السياسي على إعادة تشكيل الوعي الجماهيري. بالمثل، استخدم السيد نصر الله خطابًا موحدًا، يخاطب به مختلف الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها الفكرية، مما ساعد في بناء جبهة مقاومة موحدة تتجاوز الانقسامات السياسية والإيديولوجية. لم يكن هذا مجرد خطاب عاطفي، بل كان استراتيجية عملية تم تنفيذها من خلال التنسيق المباشر والدعم المستمر للمقاومة في غزة والضفة الغربية.

أحد أبرز الأمثلة على هذا هو دعم نصر الله للمقاومة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو عام 1993، حينما تراجعت شعبية الفصائل التقليدية وظهرت الحاجة إلى نموذج مقاومة جديد. هنا، نجح في ملء الفراغ الأيديولوجي من خلال تأطير المقاومة كخيار وحيد للتحرر من الاحتلال. هذا التأطير لم يكن مجرد رد فعل، بل كان مبنيًا على فهم عميق لديناميات القوة والتحالفات، مما يعكس تأثره بأفكار حركات التحرر العالمية.

من خلال دراسة خطاباته وتحليل رسائله الموجهة للجماهير العربية والإسلامية، نجد أن السيد نصر الله استخدم بنجاح استراتيجيات خطابية تُذكّر بأسلوب المفكرين الذين يركزون على تفكيك الهيمنة الإعلامية. لقد ركز على رواية الصراع من منظور الضحية والمظلوم، مما أكسب القضية الفلسطينية بعدًا إنسانيًا يتجاوز الحدود الدينية والسياسية، وهذا ما سمح له بتحقيق تفاعل جماهيري عالمي.

2. التكتيكات الاستراتيجية: من انتفاضة الحجارة إلى طوفان الأقصى

شهدت المقاومة الفلسطينية تطورات نوعية منذ انتفاضة الحجارة في عام 1987، لكن التحول الجوهري في استراتيجيتها جاء بدعم وإسناد من السيد حسن نصر الله، الذي لم يكتفِ بتقديم الإمدادات العسكرية أو التدريب، بل نقل التجربة اللبنانية في المقاومة إلى الساحة الفلسطينية، مستفيدًا من خبرات حرب العصابات وحروب الجيل الرابع.

في التسعينيات، تطورت المقاومة من استخدام الحجارة إلى العمليات الاستشهادية. هنا، دعم السيد نصر الله هذا التحول ليس فقط عسكريًا، بل من خلال تأطير أيديولوجي يبرر المقاومة المسلحة كخيار مشروع في مواجهة الاحتلال. هذا التأطير الأيديولوجي يعكس فهمًا عميقًا للتكتيكات الشعبية وتطويرها، ويُظهر إدراكًا استراتيجيًا للتحول من رد الفعل إلى المبادرة.

تجلى هذا الفهم بوضوح في عملية طوفان الأقصى عام 2023، التي جاءت كنتيجة لتنسيق غير مسبوق بين فصائل المقاومة المختلفة، مما أربك الحسابات "الإسرائيلية" وكشف هشاشة منظومة الأمن الصهيوني. لم تكن العملية مجرد ضربة عسكرية، بل كانت إعلانًا عن قدرة المقاومة على فرض قواعد اشتباك جديدة. هنا، يظهر تأثر السيد نصر الله بفلسفة "كسر هيبة العدو" التي اعتمدها منذ حرب 2006، والتي تقوم على مبدأ التحول من الدفاع إلى الهجوم، بهدف زعزعة ثقة العدو بنفسه.

تكمن أهمية كبرى في نقل المعركة إلى العدو نفسيًا قبل أن تصبح عسكرية، وهو ما أتقنه السيد نصر الله بمهارة من خلال استراتيجيات غير تقليدية، كالحرب النفسية والإعلامية. وقد مكّن ذلك المقاومة من امتلاك زمام المبادرة، وفرض إيقاعها على العدو، مما أجبر إسرائيل على تبني استراتيجيات دفاعية غير مألوفة.

٣. إدارة الأزمات وبناء التحالفات: توازن الإقليمية والعالمية

أ. فهم ديناميات القوى الإقليمية

من أبرز سمات القيادة الاستراتيجية للسيد حسن نصر الله قدرته على إدارة الأزمات المعقدة وبناء تحالفات إقليمية ودولية دون التنازل عن المبادئ الأيديولوجية. في خضم التحولات الإقليمية والدولية، تمكن السيد نصر الله من تحقيق توازن دقيق بين الدعم الإيراني وسياسته المستقلة تجاه القضية الفلسطينية.

أدرك السيد نصر الله أن التحالفات الإقليمية لا تُبنى على الأيديولوجيا وحدها، بل على فهم عميق لديناميات القوى والمصالح المشتركة. لذلك، بنى شبكة تحالفات معقدة تشمل إيران وسوريا وفصائل المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي. هذا التكتل الإقليمي لم يكن مجرد تحالف عسكري، بل كان تحالفًا استراتيجيًا يستند إلى رؤية مشتركة لمواجهة الهيمنة الصهيونية-الأمريكية في المنطقة.

 

ب. التنسيق بين الجبهات: من الدفاع إلى الهجوم

تجلى البعد الاستراتيجي الأعمق في عملية طوفان الأقصى عام 2023، حيث نجح السيد نصر الله في تنسيق غير مسبوق بين فصائل المقاومة الفلسطينية من جهة، وجبهة حزب الله في لبنان من جهة أخرى. هذه العملية لم تكن مجرد ضربة عسكرية، بل كانت إعلانًا عن مرحلة جديدة من المقاومة تتميز بالقدرة على التنسيق بين الجبهات المختلفة، وفرض قواعد اشتباك جديدة على الاحتلال.

لقد أثبتت هذه العملية أن المقاومة لم تعد مجرد رد فعل على الاعتداءات "الإسرائيلية"، بل أصبحت قادرة على الانتقال إلى الهجوم وفرض معادلات ردع جديدة. هذا التحول الاستراتيجي يعكس فلسفة السيد نصر الله في "كسر هيبة العدو"، والتي اعتمدها منذ حرب 2006، مستفيدًا من قدرة حزب الله على إدارة حرب طويلة الأمد واستنزاف العدو نفسيًا واقتصاديًا. مما ساهم في تعزيز قدرة المقاومة على المبادرة والهجوم، وإرغام "إسرائيل" على تبني استراتيجيات دفاعية غير معتادة.

 ٤. علم النفس الجماهيري والحرب النفسية: سحر الكلمة وهيبة الخطاب

أ. بناء الكاريزما والثقة الجماهيرية

نجح السيد حسن نصر الله في بناء كاريزما فريدة جعلت من خطاباته حدثًا استثنائيًا ينتظره الملايين في العالم العربي والإسلامي، بل وحتى داخل المجتمع "الإسرائيلي". اعتمد السيد نصر الله على عدة عناصر أساسية في بناء هذه الكاريزما: الصدق، والشفافية، والتوقيت الدقيق، واستخدام اللغة البسيطة والمؤثرة.

كانت إحدى استراتيجياته الأساسية هي الصدق المطلق في نقل المعلومات، حتى لو كانت غير مواتية لحزبه أو لجمهوره. فعندما استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2006، خرج نصر الله ليعترف بأن المبنى المستهدف كان يستخدم كمركز للاتصالات العسكرية. هذا الاعتراف عزز مصداقيته أمام جمهوره وأمام العالم، لأنه كان صريحًا وشفافًا في وقت كانت فيه المعلومة جزءًا من الحرب النفسية.

إضافة إلى ذلك، اعتمد السيد نصر الله على أسلوب السرد القصصي في خطاباته، حيث كان يستخدم أمثلة تاريخية أو مواقف واقعية لشرح مواقفه وتبرير استراتيجياته. هذا الأسلوب أكسبه تأثيرًا عاطفيًا كبيرًا على جمهوره، وجعله قادرًا على حشد الدعم الشعبي بشكل غير مسبوق.

 ب. تفكيك الهيمنة النفسية: "بيت العنكبوت" كنموذج

عندما أطلق السيد حسن نصر الله عبارته الشهيرة "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" بعد تحرير جنوب لبنان عام 2000، لم تكن مجرد عبارة خطابية، بل كانت جزءًا من استراتيجية نفسية دقيقة تهدف إلى تفكيك الهيمنة النفسية "الإسرائيلية".

كانت "إسرائيل" تعتمد على ما يسميه بعض المحللين "أسطورة التفوق المطلق" لتخويف أعدائها ومنع أي تفكير في مقاومتها. لكن السيد نصر الله أدرك أن هذا التفوق قائم على عامل نفسي أكثر منه عسكري، لذلك ركز على كسر هذه الأسطورة من خلال التشكيك في قدرة إسرائيل على الصمود أمام المقاومة المستمرة.

خلال حرب يوليو 2006، تجلى هذا المفهوم بشكل عملي، عندما صمدت المقاومة اللبنانية لأكثر من شهر أمام أعتى آلة عسكرية في المنطقة. كان السيد نصر الله يخرج بخطابات مدروسة، يعلن فيها عن ضربات دقيقة داخل العمق "الإسرائيلي"، ويظهر فيها ثباته وهدوءه، مما زعزع الروح المعنوية للشارع الإسرائيلي وأربك حسابات القيادة "الإسرائيلية".

كانت عبارته "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" بمثابة زرع شكوك في المجتمع "الإسرائيلي" حول قدرته على الصمود، مما أدى إلى تآكل الثقة بين القيادة والجمهور. هذا النوع من الحرب النفسية يعكس تأثره بمفهوم "تفكيك الهيمنة النفسية" الذي تحدث عنه بعض المحللين، والذي يستند إلى كسر الهيبة وإعادة تشكيل الوعي الجماهيري.

٥. التأثير الإعلامي وتفكيك الهيمنة المعلوماتية

أ. استخدام الإعلام كسلاح استراتيجي

أدرك السيد حسن نصر الله مبكرًا أن الإعلام ليس مجرد أداة لنقل الأخبار، بل هو سلاح استراتيجي يمكن من خلاله إعادة تشكيل الوعي الجماهيري وبناء القوة المعنوية للمقاومة. لقد استخدم الإعلام بطريقة ذكية ومبتكرة لتحدي الهيمنة المعلوماتية الغربية و"الاسرائيلية"، وتفكيك روايتها للصراع.

اعتمد نصر الله على خطاب إعلامي مزدوج: خطاب تعبوي لجمهور المقاومة يهدف إلى رفع المعنويات وتعزيز الثقة بالنصر، وخطاب موجه للداخل "الإسرائيلي" يهدف إلى زعزعة الروح المعنوية وإثارة الشكوك حول قدرة القيادة "الإسرائيلية" على حماية شعبها.

على سبيل المثال، خلال حرب يوليو 2006، اعتمد نصر الله على قناة المنار كمنبر رئيسي لبث رسائله، حيث كان يظهر بشكل دوري ليعلن عن ضربات دقيقة داخل العمق "الإسرائيلي"، مع تقديم دلائل بصرية تؤكد صحة كلامه. هذه الاستراتيجية لم تكن مجرد دعاية، بل كانت تهدف إلى كسر ثقة المجتمع "الإسرائيلي" في قيادته، وإظهار أن المقاومة تمتلك قدرة استخباراتية عالية تستطيع من خلالها الوصول إلى مراكز حساسة داخل "إسرائيل".

ب. تفكيك الرواية الصهيونية: من الضحية إلى الجلاد

استفاد السيد نصر الله من تحليلات بعض المفكرين حول "صناعة الموافقة" و"إدارة الإدراك" في الإعلام الغربي، حيث سلط الضوء على ازدواجية المعايير في تغطية الصراع العربي "الإسرائيلي". لقد نجح في تفكيك الرواية الصهيونية التي تصوّر "إسرائيل" كضحية دائمة وتبرر عدوانها على الفلسطينيين واللبنانيين.

عبر خطاباته، أعاد السيد نصر الله صياغة مفهوم الضحية والجلاد، مبرزًا معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ومسلطًا الضوء على الجرائم "الإسرائيلية" ضد المدنيين. هذا التحول في السردية مكّن المقاومة من استعادة التعاطف الدولي، وأعاد تعريف الصراع كصراع بين الظلم والتحرر، وليس بين أديان أو قوميات.

٦. المستقبل والتحديات: إرث نصر الله واستمرارية الفكرة

أ. استمرارية الفكرة وتحديات القيادة

بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، تواجه المقاومة الفلسطينية وحزب الله تحديات كبيرة في الحفاظ على استمرارية الفكرة وقيادة المقاومة. لقد ترك السيد نصر الله إرثًا من الفكر الاستراتيجي والتكتيكات المبتكرة، لكنه أدرك أن القيادة الحقيقية لا تُختزل في فرد، بل في بناء منظومة فكرية ومؤسسية قادرة على الاستمرار حتى بعد رحيله.

هذا الفهم العميق لدور القيادة في حركات التحرر يعكس تأثره بفكر قادة تاريخيين مثل غاندي ومانديلا، الذين نجحوا في تحويل حركاتهم من حركات تعتمد على الكاريزما الفردية إلى حركات تحرر مؤسسية ذات أيديولوجيا متجذرة. لذلك، عمل السيد نصر الله على بناء هيكليات تنظيمية مرنة وقادرة على التكيف مع التحولات الإقليمية والدولية، مما يضمن استمرارية المقاومة حتى بعد رحيله.

لكن هذا الإرث يواجه تحديات متعددة، أبرزها التغيرات الإقليمية والدولية، وخاصة التطبيع العربي مع "إسرائيل"، الذي يهدف إلى عزل المقاومة وإضعاف محور المقاومة. كما تواجه المقاومة تحديات داخلية تتعلق بتعقيدات الساحة الفلسطينية والانقسامات السياسية، مما يتطلب قيادة جديدة قادرة على مواصلة مشروع السيد نصر الله في توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات الأيديولوجية.

ب. تجديد الخطاب الأيديولوجي واستراتيجيات المقاومة

لضمان استمرارية الفكرة، تحتاج المقاومة إلى تجديد خطابها الأيديولوجي بما يتوافق مع التحديات الجديدة. لقد أدرك السيد نصر الله أن المقاومة ليست مجرد فعل عسكري، بل هي أيضًا فعل ثقافي وأيديولوجي يهدف إلى تحرير الوعي الجماهيري. لذلك، عمل على تحديث الخطاب المقاوم بما يعكس التحولات السياسية والاجتماعية في المنطقة.

تتمثل الخطوة الأولى في هذا التجديد بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتوسيع التحالفات الإقليمية والدولية، مع الحفاظ على استقلالية القرار السياسي. كما يتطلب ذلك تطوير استراتيجيات جديدة في الحرب النفسية والإعلامية، تعتمد على التحولات التكنولوجية والإعلام الرقمي، لمواجهة الهيمنة الإعلامية الصهيونية والغربية.

هذا التجديد يعكس فلسفة السيد نصر الله في "تجديد الفكرة وتطوير الأداة"، لضمان استمرارية المقاومة في مواجهة التحديات الجديدة. لقد أثبت السيد نصر الله أن القيادة الحقيقية لا تُختزل في فرد، بل في فكرة متجددة تتكيف مع الزمن والمكان، وتستمر في إلهام الأجيال الجديدة لمواصلة المسيرة نحو التحرر والعدالة.


الكاتب:

د.محمد الأيوبي

كاتب صحفي فلسطيني
بكالوريوس في الصحافة والإعلام
دكتوراه في الحقوق
mohammedwajeehal@gmail.com




روزنامة المحور