يؤكّد كشف المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، عن منشاة "عماد 5" الصاروخية، كذب الكيان المؤقت بمسؤوليه السياسيين والعسكريين و"أوهامهم المتبدّدة"، عما يروّجوا له دائماً، منذ حرب تموز / يوليو 2006، أم خلال معركة "أولي البأس"، من تدمير كبير لقدرات الحزب الصاروخية.
فمنشأة "عماد 5" التي نشر الإعلام الحربي في المقاومة فيديو لها في 3/11/2024، تحسم بأن القوة الصاروخية للمقاومة لا تزال تملك الكثير من القدرات الصاروخية النوعية، ولا تزال تعمل بكفاءة عالية وأن مخازنها محمية بشكل جيد، بعكس تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت الذي زعم بأن قواته دمرت 80 بالمئة من القدرات الصاروخية لحزب الله.
وقد ظهر في فيديو المنشأة، صورة لسيد شهداء الأمة الشهيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله مكتوب عليها "قسماً بدمك"، بما يدلّ على أن تصوير المنشأة تم خلال الأيام الماضية بعد اغتيال اسرائيل للسيد نصرالله في 27 أيلول / سبتمبر الماضي، في عدوان جوي غادر على أحد أحياء الضاحية الجنوبية.
كما ظهر في الفيديو، راجمة صواريخ نوعية تتحرك آليا في مرابض تحت أرضية، قبل أن ترتفع نحو سطح الأرض، وتصبح الراجمة في وضعية الاستعداد للانطلاق نحو أهدافها. وفي جزئية لافتة من حيث الدلالة، ظهرت أرقام الصواريخ على الراجمة، بتسلسل يتجاوز الرقم 4500، وهو ما قد يشير الى وجود مخزون هائل من هذه الصواريخ.
وقد سبق لحزب الله أن نشر سابقا في منتصف آب / أغسطس الماضي فيديو لمنشأة صاروخية تحمل اسم "عماد 4"، أظهر خلاله منشأة ضخمة تضم شاحنات كبيرة تحمل راجمات من الصواريخ الكبيرة، وتتحرك بكل مرونة في أنفاق تحت الأرض.
وعليه، فإن مقاطع الفيديو لمنشآت عماد 4 و5، بالإضافة الى فيديوهات إطلاق الصواريخ في العديد من العمليات السابقة، والمسار التصاعدي لعمليات قصف القواعد العسكرية الاسرائيلية في المستوطنات الشمالية بوتيرة يومية ثابتة، واستهداف المنشآت العسكرية في عكا وحيفا وتل أبيب بشكل مركّز خلال عمليات خيبر، كل هذه المؤشرات تدلّ على أن المقاومة الإسلامية لا تزال بألف خير وجاهزية عديداً وقدرات بنحو 80٪ من قوتها، وعلى استعداد لتحقيق معادلات الردع بالفعل كما القول.
فما هي أهمية المنشآت الصاروخية تحت أرضية لحزب الله؟
_ توفر هذه المرافق الصاروخية أداة قوية يمكن استخدامها استراتيجيًا ضد إسرائيل بطرق متعددة. بحيث تمكّن من إطلاق هجمات صاروخية قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى، وبعضها يمكن أن يضرب وسط وجنوب فلسطين المحتلة.
_ إن مرافق التخزين والإطلاق تحت الأرض التي طورها حزب الله تشكل أهمية بالغة لهذه الاستراتيجية، حيث تمكنه من الحفاظ على الصواريخ وإطلاقها مع تقليل مخاطر اكتشافها وتدميرها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي. ولا تسمح هذه البنية الأساسية بقدرة هجومية أكثر استدامة فحسب، بل إنها تعقد أيضاً تخطيط إسرائيل لحملة عسكرية ضد حزب الله.
فمن المؤكد بأن هذه المنشآت مصممة لتحمل الضربات الجوية والمدفعية التقليدية، مما يقلل من خطر حملات القصف الاستراتيجي.
_توفر هذه المواقع الأمن التشغيلي من خلال إخفاء المواقع الدقيقة وحجم الترسانة التي تحتويها. وقد تكون متضمنة أيضاً أو متّصلة بمصانع للصواريخ، بما يؤمن حركة الدعم اللوجستية لمرابضها دون الحاجة الى مسارات نقل مكشوفة.
ومن خلال إخفاء الصواريخ في هذه المخابئ المحصنة، يمكن لحزب الله أن يعقد جهود الاستخبارات الإسرائيلية لتتبعها واستهدافها وتدميرها.
_ القدرة على الحركة والمرونة: تمنح هذه الأنفاق المترابطة حزب الله مرونة الحركة، بما يسمح لعناصرها التكيف مع ظروف ساحة المعركة المتغيرة. وعلى سبيل المثال، إذا تم تحديد موقع إطلاق واحد وتدميره، يمكن لحزب الله التحول بسرعة إلى موقع بديل، وبالتالي الحفاظ على استمرارية عملياته. فحتى لو حددت إسرائيل موقع إطلاق واحد تحت الأرض، فإن الوقت الذي سيستغرقه التحقق من الموقع وتدمير الموقع سيسمح لحزب الله بنقل أصوله إلى موقع آخر داخل شبكة الأنفاق.
_ فرض تداعيات عملياتية صعبة للغاية على جيش الاحتلال الإسرائيلي: من خلال فرض تحديات على الاستخبارات والمراقبة. فتحديد هذه المنشآت هو مهمة صعبة، ولا يمكن للمراقبة عبر الأقمار الصناعية والجوية، واستخبارات الإشارات، والاستخبارات البشرية، تحديد هذه المواقع بسهولة.
كما أن استهدافها من الجو يشكّل تحدي فريد من نوعه. لأن العديد من هذه المنشآت محصنة ضد القصف الجوي التقليدي وتقع في أعماق الأرض، مما يجعل من الصعب حتى على الذخائر المتقدمة الخارقة للتحصينات أن تسبب أضراراً كبيرة بها.
أما إذا فكر جيش الاحتلال، بشن عملية برية لتحييد قدرات حزب الله الصاروخية. فإن هكذا خيار سيكون حماقة كبير باهظة التكاليف، كون هذه المنشآت توفر للمقاومين طرقاً متعددة للدفاع، وتسمح لهم بالخروج في نقاط مختلفة لشن كمائن وإلحاق خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية.