تتغيّر السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية مع كل رئيس يصل إلى البيت الأبيض، ومع فشل الرئيس السابق في إدارة التوازن بين السياسة الداخلية للولايات المتحدة والعلاقات الخارجية، يحاول بايدن ان يتبع سياسة أخرى تكسب تأييدًا شعبيًا، أو على الأقل هذا ما يتم الترويج له.
بعد وصول جو بايدن إلى سدة الرئاسة يحاول الابتعاد عن كل الثغرات التي ظهرت في سياسة سلفه دونالد ترامب والتي تسببت بإطاحته، فقد أولى الأخير الشؤون الخارجية أهمية قصوى من قبيل الإعلان عن صفقة القرن، الانسحاب من الاتفاق النووي وقيادة الحرب على اليمن..
مركز التقدم الأميركي GBAO للدراسات الإستراتيجية (التابع للحزب الديموقراطي) قام باستفتاء رأي المواطنين الأميركيين حول الأولويات التي تمثّل تطلعاتهم حيال الإستراتيجية الأميركية الجديدة، وكانت عينة الاستفتاء 2000 ناخب، وقد جرى في شهر آذار من العام 2021 بين 24 و29.
وكان سؤال الاستفتاء: ما هي القضايا الثلاث التي ينبغي أن تكون الأولوية القصوى للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في السنوات الخمس المقبلة؟ وجاءت الإجابات على الشكل التالي:
وحسب نتائج الاستفتاء، تحتل المرتبة الأولى من اهتمامات المواطنين الأميركيين، حماية وظائف العمال، وهذا ما يؤكد على ان أولويات الشعب الأميركي تصب لمصلحة أموره الداخلية وإعادتها إلى سلم الأولويات بعدما فشلت الإدارة السابقة في إيجاد حلول لكثير من القضايا، على رأسها التعامل مع وباء كورونا، وارتفاع نسب البطالة..
وبالتالي يسعى بايدن لكسب الشارع الأميركي عبر تقديم المصالح الداخلية على حساب العلاقات الخارجية نوعًا ما، لا سيما أن 25 بالمية من الاميركيين يدعمون إنهاء تورط الولايات المتحدة في حروب الشرق الأوسط، لكن هل ستوقف الإدارة الأميركية انتهاكاتها لسيادة البلدان في العالم، والاستيلاء على مقدراتها وثرواتها؟
المصدر: مركز التقدم الأميركي GBAO للدراسات الإستراتيجية
الكاتب: غرفة التحرير