تبدو تسريبات الوثائق الأمريكية السرية الأخيرة، كأزمتي وثائق ويكيليكس وتسريبات إدوارد سنودن، التي أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق هيلاري كلينتون عن مخاوفها من ألا يتحدث أحد مع الدبلوماسيين الأمريكيين مرة أخرى بسببها. لأن كلا الأزمتين كشفتا بعض من حقائق كيف تنظر الإدارات الأمريكية المختلفة لحلفائها: لا تثق بهم بل وتتجسس عليهم أيضاً.
وقد كشفت التسريبات الأخيرة، بأن الكيان المؤقت هو عرضةً للتجسس الأمريكي عليه أيضاً. حيث ذكر تقييم وزارة البنتاغون، بأن قيادة جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي - الموساد، شجعت موظفي الوكالة والمستوطنين الإسرائيليين، على المشاركة في الاحتجاجات المناهضة لحكومة بنيامين نتنياهو، والتي حصلت في آذار / مارس الماضي.
هذه التسريبات قوبلت برفض المسؤولين الإسرائيليين الشديد، مما أدى إلى طرح أسئلة من قبل المعلقين الإسرائيليين، حول جودة جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية.
يُذكر بأنّ الموساد التابع مباشرةً لرئيس حكومة الاحتلال، قد سمح للعاملين فيه ممن يحملون رتب دون رتبة "عقيد"، بالمشاركة في الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية. كما شارك المئات من ضباط الموساد المتقاعدين، في التوقيع على عريضة تطالب بوقف تمرير الإصلاحات القضائية.
محاولات إسرائيل عديدة للتجسس على أمريكا أيضاً
من اللافت أن تاريخ العلاقة ما بين الكيان المؤقت والولايات المتحدة الأمريكية، حافلٌ بالعديد من الحوادث التجسسية المتبادلة بين الطرفين، بالرغم من علاقة التحالف الاستراتيجي التي تجمعهما. وعلى سبيل المثال لا الحصر، سنسنتعرض قضيتي أجهزة التنصت على الهواتف الخليوية عام 2019، والجاسوس "جوناثان بولارد" الذي ألقي القبض عليه عام 1985.
_أجهزة StingRays:
ذكر موقع بوليتيكو في أواخر العام 2019، عن اكتشاف أجهزة مراقبة وتجسس على الهواتف الخليوية معروفة باسم "StingRays"، وأنها على الأرجح مرتبطة بالإسرائيليين. وقد عثر على هذه الأجهزة بالقرب من البيت الأبيض، ومواقع حسّاسة أخرى في العاصمة الأمريكية واشنطن. لكن الكيان المؤقت نفى هذه الأنباء.
ورجح أحد المسؤولين الأمريكيين السابقين حينها، بأن الأجهزة كانت تهدف على الأرجح للتجسس على الرئيس دونالد ترامب، وكذلك كبار مساعديه وأقرب المقربين منه. وعلى عكس معظم الحوادث الأخرى، التي تم فيها اكتشاف حالات مماثلة للتجسس الأجنبي على الأراضي الأمريكية، فإن إدارة ترامب لم توبخ حكومة الكيان، ولم تكن هناك أي عواقب على هذا السلوك.
_ جوناثان بولارد:
هو محلل استخباراتي سابق للحكومة الأمريكية. في العام 1984، باع العديد من أسرار الدولة الخاضعة لحراسة مشددة، بما في ذلك دليل وكالة الأمن القومي المكون من عشرة مجلدات حول كيفية قيام الولايات المتحدة الأمريكية بجمع معلومات الإشارة، وكشف عن أسماء آلاف الأشخاص الذين تعاونوا مع وكالات المخابرات الأمريكية. تم القبض عليه في عام 1985، وفي إجراءات لاحقة وافق على صفقة إقرار بالذنب، وأقر بأنه تجسس لصالح إسرائيل التي قدّم لها معلومات سرية للغاية. وقد اعترفت حكومة كيان الاحتلال بجزء من دورها في تجسس بولارد عام 1987، وأصدرت اعتذارًا رسميًا للولايات المتحدة. في العام 1995، حصل على الجنسية الإسرائيلية أثناء وجوده في السجن. وفي الـ 20 من تشرين الثاني / نوفمبر تم إطلاق سراحه وفقاً لإفراج مشروط. وفي الـ 20 من تشرين الثاني / نوفمبر 2020، انتهت مدة الإفراج المشروط عنه وأزيلت جميع القيود. وفي الـ 30 من كانون أول / ديسمبر 2020، انتقل بولارد وزوجته الثانية إلى الكيان المؤقت واستقرا في مدينة القدس المحتلة.
الكاتب: علي نور الدين