الجمعة 25 تموز , 2025 02:57

سايكس بيكو 2: إعادة رسم خرائط غرب آسيا بعد فشل الخيارات العسكرية

الرئيس الإيراني والسوري ومظاهرات للأكراد

اختلت التوازنات في منطقة غرب آسيا بفعل تداعيات عملية طوفان الأقصى على دول المنطقة، وجعل كل الملفات مفتوحة على مصرعيها، إذ تشهد المنطقة تصعيداً غير مسبوق بين أضلع محو المقاومة الدول الجائرة، ففيما كانت جبهات محور المقاومة ينصب اهتمامها على إسناد قطاع غزة لوقف القتال فيه استغل الكيان المؤقت لإطلاق مسار جديد لاستكمال مشروعه التوسعي بفعل عدم قدرته على تحقيق إنجاز حاسم في مختلف الجبهات.

بعد وصول الجولاني إلى الحكم في سوريا والذي ترافق معه نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأ الأخير في استكمال مشروع التطبيع- صفقة القرن- من الباب السوري. فبعدما كان أحمد الشرع ومواليه مصنفين كجماعات إرهابية لدى الإدارة الأمريكية، قامت الإدارة بنزع صفة الإرهاب عنهم والتقى الجولاني بترامب خلال زيارته للسعودية وبدأت الإدارة تدريجياً برفع العقوبات عنهم، وكانت كل هذه الإجراءات تهدف لدفع النظام الجديد في سوريا للتطبيع مع الكيان المؤقت، لكن وبالرغم من إجراءات تحقيق الصفقة كان الاحتلال الإسرائيلي يزيد من توغله في الأراضي السورية يومياً ومن اعتداءاته وتدخلاته خصوصاً في الآونة الأخيرة خلال الاشتباكات التي وقعت في محافظة السويداء.

منذ تولي الشرع السيطرة على النظام السوري، واجه تحديات عدة، وجميعها كانت ترتكز على مفهوم السيطرة الكاملة على الأراضي السورية وجعلها خاضعة للنظام، لكن وبالرغم من أن جميع مكونات الجمهورية السورية أعلنت تأييدها للنظام بشكل عام، إلا أن النظام الحاكم انتهج مساراً تصادمياً مع مكونات المجتمع خاصةً مع الأقليات (الشيعة- الدروز- العلويين) بهدف إخضاعها بشكل تام، وهو الأمر الذي زاد من حدة الأزمة في الداخل وجعل الكيان المؤقت ومن خلفه الغرب أكثر عزماً على البدء بمسار جديد لمشروع التقسيم في سوريا.

على الصعيد الإيراني، فإن الحرب الأخيرة بينها وبين الكيان المؤقت أظهرت النوايا الإسرائيلية الهادفة لإسقاط النظام، فبعد الفشل العسكري في تحقيق ذلك- أي تحقيق إنجاز حاسم- عبّر المسؤولين في الكيان المؤقت مرات عدة عن أملهم بالشعب الإيراني في إحداث تغيير في الداخل، وهذا ما يدل على أن الثقل الإسرائيلي في المواجهة انتقل من الاعتماد على الخيار العسكري إلى خيارات القوة الناعمة (زيادة التأثير) مع الإبقاء على التهديدات والتلويح المستمر باعتماد القوة العسكرية لإضعاف إيران وجعلها هشة.

أظهرت الحرب وما تلاها من مواقف شعبية داخلية في الجمهورية الإسلامية، أنها عززت الروابط والتلاحم الشعبي بين مكونات البلد، وهو العامل الأكثر قوة أمام أساليب الأعداء في تفكيك النظام، لكن ولإحداث خرق فيه كثر الحديث مؤخراً -وهو استكمال لأعمال سابقة- عن نوايا تقسيمية لإيران أساسها إثارة النعرات بين القوميات المتعددة فيها وهي دينامية نزاع متعددة الاتجاهات لاستنزاف الجمهورية الإسلامية تخدم هدف تقسيم إيران.

أما بالنسبة للأكراد في المنطقة، فهم الورقة الأكثر ضغطاً في أي عملية تقسيم كونهم قومية تطالب بكيان مستقل وأي عملية تقسيم لبلدان المنطقة سيكونون جزءاً منها نظراً لأماكن تواجدهم خاصةً في سوريا وإيران والعراق وتركيا.

يقول ترامب إن أخطاء الماضي لن تتكرر: "جيشنا لن يتولى مهام إنشاء الدول بقوة السلاح، بل الدفاع عن الوطن". ويقول وزير خارجيته روبيو إن ترامب يريد مسارًا جديدًا في العلاقات الدولية، فيه الكثير من الواقعية. أما مبعوثه براك لسوريا ولبنان "براك" فيردد: "عصر اتفاقية سايكس- بيكو قد انتهى".

إذاً وفي ظل الحديث المتكرر عن ترسيم جديد للمنطقة والإعلان الواضح بأن اتفاقية سايكس بيكو يجب تغييرها، فإن المنطقة اليوم أمام مسار إسرائيلي- أمريكي جديد تعاد من خلال رسم جغرافية المنطقة. هذه الورقة المرفقة أدناه، تقدم قراءة لاحتمالات التقسيم في المناطق الرئيسية والأكثر حساسية (سوريا- إيران- كيان كردي) من خلال عرض دوافع ومبررات التقسيم والخرائط المحتملة للمشروع الجديد ونقاط ضعفه، بالإضافة لبعض التصريحات الرسمية والتحليلات المختلفة والتي تشير إلى هذا المشروع مؤخراً.

لتحميل الورقة من هنا





روزنامة المحور